المعارض.. رسائل الاقتصاد السوري – شركات بالجملة وعناوين لافتة في ثلاثة معارض تخصصية استضافتها دمشق دفعة واحدة
وزير الاتصالات: التعاون مع الصين في قطاع الاتصالات على رأس أولوياتنا
سيلفا رزوق – محمد منار حميجو
ثلاثة معارض تخصصية استضافتها مدينة المعارض الجديدة دفعة واحدة خلال الأيام الأخيرة من حزيران الفائت، وحملت عناوين متقاطعة، حيث أقيم معرض «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات SyriaTech» بدورته السادسة، وافتتحت الدورة الأولى لمعرض «التدفئة والتكييف والمياه HVAC. Syria»، وكذلك الدورة الأولى لمعرض «بناء البنى التحتية والإكساء BuildUP Syria»، إضافة إلى جناح المفروشات والديكور والتجهيزات المنزلية Life Style.
المعارض الثلاثة التي جرت ما بين 25 و29 من حزيران، والتي شاركت بها نحو 212 شركة، مثلوا 776 علامة تجارية من 48 دولة، منها لبنان والأردن ومصر، إضافة إلى شركة من ألمانيا، ووكلاء لعدة شركات عالمية من إيطاليا وفرنسا والصين، أتت لافتة من حيث تزامنها، وعدد المشاركين فيها، إضافة إلى توقيتها في مرحلة تتحضر فيها سورية لمرحلة البناء و«إعادة الإعمار».
رسائل اقتصادية وإعلامية مهمة تمكنت المعارض التخصصية الثلاثة من إيصالها، كان أبرزها تظهير العودة المتسارعة لحركة النشاط الاقتصادي بكل أنشطته، وحاجة واستعداد السوق لهذه العودة، والأهم فتح ثغرة جديدة في جدار الحصار الظالم المفروض على الاقتصاد والشعب السوري.
نقطة لعرض ما هو جديد
واعتبر وزير الاتصالات والتقانة محمد إياد الخطيب أن هذه المعارض نقطة لجميع الشركات لعرض ما هو جديد في المنتجات التي تقدمها وعلى مستوى العالم، معتبراً أن المعرض كان فرصة للشركات المهتمة بقطاع التكنولوجيا والمعلومات للتعرف على ما هو جديد عالمياً.
وفي تصريح لـ«الاقتصادية» أشار الخطيب إلى أنه شارك في المعرض عدد من الشركات الأجنبية وخصوصاً جمهورية الصين الشعبية وبعض الدول الأوروبية مثل جمهورية بلاروسيا إضافة إلى مشاركة بعض الدول العربية، مضيفاً: هذا أعطى فرصة كبيرة لعدد من الجهات داخل البلاد لعرض اختصاصاتها إضافة إلى أنها فرصة للتعارف بين الأطراف.
ورأى الخطيب أن أي دولة تعرض منتجاتها في سورية تعتبر رسالة بأنها غير ملتزمة بالحصار المفروض من الولايات المتحدة الأميركية والدول التي تسير ضمن هذا المعسكر وأن هذه الدول التي شاركت في المعرض أثبتت أنها تعمل مع الشعب السوري، معتبراً أن مشاركة هذه الدول كسر للحصار إضافة إلى أنها فرصة لها لعرض منتجاتها لما يحقق فائدة لقطاع الاتصالات والتقانة في سورية وجميع مزودات الإنترنت.
ولفت الخطيب إلى أن هناك تطوراً في معرض سيريتك من خلال الاهتمام والمشاركة الأكبر وهذا إن دل على شيء يدل على الانفتاح الاقتصادي.
وفيما يتعلق بموضوع التعاون مع الصين في الانترنت أكد الخطيب أن شركة هواوي وهي عملاق التكنولوجيا في الصين تراجع عملها في سورية نتيجة العقوبات الأميركية المفروضة على الصين، واعتبر الخطيب أن الصين سباقة في موضوع التكنولوجيا، ولذلك التعاون معها على رأس الأولويات في هذا الموضوع.
نقيب المقاولين محمد رمضان، علّق على افتتاح معرض الإكساء وعلى العودة المرتقبة لمعرض «بيلدكس» في العام القادم وذلك بعد انقطاع لسنوات، واعتبر أن المعارض كافة التي تجري اليوم تحت مسمى إعادة الإعمار، لا علاقة لها بهذا الأمر بصورة مباشرة، لأن هذه المعارض هي عبارة عن مواكبة وتجهيز لإعادة الإعمار، بحيث يجري الترويج لمواد بناء أو مواد عزل، وتقنيات جديدة للبناء، يمكن الاستفادة منها في التجهيز لإعادة الإعمار.
وأشار رمضان إلى أن موضوع «إعادة الإعمار» مرتبط بطبيعة الحال بسياسة الدولة وعندما تتوفر الأموال اللازمة للبدء بهذه العملية ستبدأ بشكل طبيعي، وكل ما يجري اليوم من معارض هو تجهيز لهذه المرحلة،
وعبّر رمضان عن تفاؤله بعودة معرض «بيلدكس» بعد انقطاع لسنوات عديدة، الذي حمل على الدوام مزية خاصة، باعتباره شكل ولمدة طويلة بوابة رئيسة للشركات الراغبة في دخول الأسواق السورية وأسواق الدول المجاورة، وهذه العودة ستحمل خصوصية أكبر مع المساهمة المنتظرة من دول صديقة عديدة وعلى رأسها الصين، ومشاركة العديد من الشركات التي ستقدم ما لديها من تقنيات، وبالتالي إمكانية توقيع عقود مع هذه الشركات للاستفادة من هذه التقنيات التي تحتاج إليها السوق في المرحلة القادمة.
المعارض التخصيصية نافذة لمواكبة التطور التكنولوجي
عضو مجلس نقابة المقاولين محمد جاد اللـه لفت بدوره إلى ارتباط ملف إعادة الإعمار بسلسلة من الإجراءات، أهمها البيئة التشريعية موضحاً أن الرئيس بشار الأسد شدد على ضرورة الإصلاح الإداري وإصلاح القوانين ومكافحة الفساد وهذه المشروعات الوطنية هي الخطوة الأولى نحو إعادة الإعمار وإذا لم تنجح هذه المشروعات فإن مشروع إعادة الإعمار لن ينجح، مشيراً إلى أهمية تطوير البيئة التشريعية التي ستسهم بالضرورة بجلب المستثمرين، من خلال تقديم التسهيلات، لافتاً إلى أهمية إصلاح قانون العقود الذي يعتبر وبحسب وجهة نظره من أسوأ القوانين في المنطقة، داعياً إلى تطوير هذا القانون بما يتناسب مع المرحلة المقبلة.
جاد اللـه أشار إلى أن المشاركة الصينية المنتظرة في المعارض المرتبطة للتجهيز لمرحلة إعادة الإعمار على غاية بالأهمية، نظراً لأنها دولة صديقة ومتقدمة في الجوانب التكنولوجية كافة على الاطلاق، وسورية بحاجة إلى كل التقنيات التكنولوجية لدى الدول الصديقة.
ولفت إلى أن المعارض التي تجري اليوم تقدم نافذة حتى يمكن متابعة أين وصل التقدم التكنولوجي لدى الآخرين، على صعيد الآليات أو التكنولوجيا أو التنفيذ مشيراً إلى ضرورة الالتفات لموضوع مهم مرتبط بالأنقاض وتدوير هذه الأنقاض، هناك ملايين المنازل المهدمة ومن ثم لا بد من الالتفات لضرورة إعادة تدوير هذه الأنقاض لإعادة استخدامها حفاظاً على الثروة الوطنية وتخفيضاً من تكاليف إعادة البناء في المرات القادمة، وهذا الأمر مرتبط بالضرورة بما ستقدمه الشركات المشاركة في المعارض التي تقام أو المعارض المنتظرة من تقنيات مرتبطة بهذا الأمر.
حراك اقتصادي لمواجهة الحرب الناعمة
عضو مجلس نقابة المقاولين اعتبر أن المشروعات الوطنية الكبرى المنتظرة ما زالت بحاجة لحراك اقتصادي، وهذا الحراك الذي يتمثل في أحد أوجهه بإقامة المعارض، يكتسب أهمية إضافية مع الحرب الناعمة التي تتعرض لها سورية، ومحاولات الحصار المستمرة التي تفرضها الدول الغربية على سورية.
وبيّن جاد اللـه أن هذه المعارض تحمل بعداً إعلامياً وتحمل أبعاداً تسهم بتفتح الذهنية ورؤية وفهم الآخرين، وهذه نقطة مهمة وإيجابية، وبطبيعة الحال أي نشاط اقتصادي يتم داخل أراضي الوطن فهو بالتأكيد ذو أهداف نبيلة، بغض النظر عن مدى الإيجابيات التي قد تفرزها، ولكن ينبغي النظر بارتياب لأي حديث أو معارض تجري خارج الأراضي السورية، وتحمل شعارات إعادة الإعمار، مجدداً التأكيد أن أي حراك اقتصادي، بما فيه المعارض يبقى خطوة إيجابية لمصلحة الوطن.
جاد اللـه أشار إلى أن تحقيق المشروعات الوطنية يجب أن يرافقه بطبيعة الحال استعداد صحيح، مشدداً على الدور الذي ينبغي على الإعلام القيام به، بحيث تكون مشاركته بكل هذا الحراك واضحة وصحيحة، وكذلك ينبغي على النقابات لعب دورها بصورة كاملة، ومعها السلطة التنفيذية، التي تضع خطط العمل لتنفيذ الأفكار التي تطرحها المعارض وغيرها، مضيفاً في هذا الإطار: «نحن بحاجة إلى لغة جديدة وذهنية جديدة، حتى يمكننا مواكبة متطلبات المرحلة القادمة».
بيانات ختامية
وخلال فعاليات المعرض أكدت شركة سيرتيل في بيان لها على أن مشاركتها برعاية هذا المعرض تأتي انطلاقاً من مسؤوليتها في دعم جميع النشاطات التي تخص تقانة المعلومات والاتصالات في سورية.
وأضافت الشركة: إن معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو نشاط سنوي ووجود شركة سيرتيل ضمنه تتيح لها أن تكون دائماً بين زبائنها على الأرض، ما يمكنهم من التواصل مباشرة معها وذلك من خلال قسم المبيعات في جناح خاص ضمن المعرض.
وبينت الشركة أن هذه المشاركة في المعرض تسهم في تلبية احتياجات كل المهتمين والعاملين في تقانة الاتصالات والمعلومات وخصوصاً في ظل الإقبال الكبير للمستخدمين بالاعتماد عليها في الوقت الحالي، لافتة إلى أن المشاركة أيضاً هو تعريف زبائن الشركة على خدمة جديدة أطلقتها وهي «يا هلا على كيفك» وهي الخدمة الجديدة التي تعتبر الميزة الأولى في مستخدمي شبكة سيرتيل في سورية والتي تتيح لهم تصميم باقاتهم بأنفسهم وذلك حسب حاجتهم ورغبتهم لها سواء من حيث دقائق وإنترنت ورسائل وهي ستكون متوفرة على تطبيق أقرب إليك.
ووصل عدد زوار مجموعة المعارض المتخصّصة (SyriaTech- HVAC. W- BuildUP- وجناح LifeStyle) إلى نحو 42 ألف زائر في ختام فعالياتها بحضور رسمي وشعبي لافت
وبحسب بيان صحفي لمجموعة المعارض المتخصصة سادت الأجواء الإيجابية معظم أجنحة المعارض لتبادل الخبرات والأفكار بين العارضين من شركات ووكلاء شركات وزائريهم من مختلف الاختصاصات، وطغت النقاشات التفاعلية التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى خدمات جميع القطاعات الاقتصادية المتعلقة بالبناء والصناعة والتكنولوجيا.
وأكد البيان أنه في ختام المعارض زارها عدة وفود رسمية يمثلون وزارة الموارد المائية، فأكد معاون وزير الموارد المائية للشؤون الفنية أسامة الأخرس أهمية منتجات وتجهيزات وتقنيات المياه الحديثة التي تم استعراضها في معرض التدفئة والتكييف والمياه HVAC. W مشدداً على ضرورة التعاون في وزارة الموارد المائية مع هذه الشركات للاستفادة من هذه التقنيات في إعادة تأهيل ما دمرته الحرب من بنية تحتية تتعلق بقطاع المياه في سورية بهدف إعادة هذا القطاع إلى ما كان عليه، مع مراعاة الأولويات التي تتعلق بوصول خدمة مياه الشرب إلى منزل كل مواطن ضمن الإمكانات المتاحة.
كما زارت مجموعة المعارض المتخصّصة أمس عدة وفود رسمية لفروع نقابات المهندسين من عدة محافظات كحماة واللاذقية وإدلب والرقة، حيث قاموا بجولتهم في المعارض وتسلّمت جميع الوفود الرسمية الزائرة وبحضور مدير المجموعة العربية للمعارض السيد علاء هلال شهادات شكر في جناح «بيلدكس2020» تقديراً لمساهمتهم في إطلاق المعرض الدولي للبناء «بيلدكس2020».
كما شهدت المعارض أمس زيارات عدة وفود إعلامية محلية وعربية وأجنبية منها وفد مؤلّف من عدة قنوات تلفزيونية روسية جالوا في المعارض وتم تصوير فعالياتها لنقل الصورة الحقيقية لما وصلت إليه مفاصل الاقتصاد السوري.
وتجدر الإشارة إلى أنه وصل عدد الشركات العارضة بمجموعة معارض البناء والتكنولوجيا إلى أكثر من 212 شركة يمثلون (776) علامة تجارية من (48) دولة عربية وأجنبية.