التكنولوجيا..والعلوم ..واقتصاد المعرفة .. ومستقبل الاقتصاد العالمي القرن الحادي والعشرون؛ عصر اقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي واقتصاد تكنولوجيا المعلومات
د. قحطان السيوفي
يشهد العالم اليوم تحولات عديدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية نتيجة ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث أصبحت المعلومات العنصر الأساس والمنتج الرئيس في عالم الأعمال.
إنه عصر التقنية والمعرفة، والتكنولوجيا الحديثة والاستثمار فيهما هو الاستثمار الواعد لأي اقتصاد في العالم.
إن التقنية هي مستقبل العالم الحديث، نحن في عالم سريع التغيرات في الاستخدامات التقنية، وجميع الاستخدامات قد ترتبط بالتقنية مستقبلاً.
شكك بعض خبراء الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة في قدرة التقدم التكنولوجي على الاستمرار في دفع الاقتصاد إلى الأمام، رغم انخفاض النمو السكاني وارتفاع نسب الإعالة.
ويرى آخرون أن العلم يسمح لنا ببناء سلم أعلى لتحقيق النجاحات الأصعب.
ويؤكد المؤيدون لهذا الرأي أنه طبقاً للرؤى العلمية سريعة التطور، لا تزال الطفرات التكنولوجية تمتلك إمكانات تغيير الحياة في المستقبل القريب بقدر ما حققته على مدار قرن ونصف. إن التقدم التكنولوجي لا يؤثر في الإنتاجية على نحو مباشر فحسب، بل يكتسب أيضاً مزيدا من الاستقلالية عن طريق إعطاء العلم أدوات أقوى للاستعانة بها. ويكمن جزء من فائدة التكنولوجيا في مساعدتنا على التغلب على أوجه القصور التي فرضها التطور علينا، ومعرفة ظواهر طبيعية لم نكن لنراها أو نسمع بها.
ماركس سبق وقال: أعطوني طاحونة الهواء، أعطكم القرون الوسطى. واليوم يقال: أعطوني الكومبیوتر، أعطكم العولمة، في العقد الأخیر من القرن العشرین أنشأت العولمة المالیة دولتها الخاصة، دولة تتجاوز النطاق الوطني، ظاهرة عولمة ثورة المعلومات أوجدت تحولاً عمیقاً في السلطة، لمصلحة أولئك الذین یتولون شأن الأسواق المالیة، والشركات الإعلامیة الكبرى، وطرق الاتصالات السریعة، وصناعة المعلوماتیة والتقنیات الوراثیة.
اقتصاد المعرفة
يشهد الاقتصاد الدولي اليوم تغيراً عميقاً في هياكله، حيث إن اقتصاد العصر تراجع بوتائر متسارعة لمصلحة اقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي.
يعد الاقتصاد المعرفي توجهاً عالمياً حديثاً تسعى الدول والمجتمعات إلى تحقيقه وذلك من خلال الاستفادة من معطيات العصر والتحول من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات ومن إنتاج البضائع إلى إنتاج المعلومات، وإيجاد اقتصاد رقمي يكون عموده الفقري شبكات الاتصالات والمعلومات، والاعتماد على قوة المعلومات والمعرفة ورأس المال البشري أكثر من الاعتماد على المواد الخام والثروات الطبيعية.
إن من أهم البدائل المطروحة لتحسين إيرادات الدول النامية هو تحويل الاقتصاد النامي إلى اقتصاد معرفي. كما أن أهم مرتكزات اقتصاد المعرفة هو المعلومات والتوسع في استخدام التكنولوجيا، والأهم إصلاح التعليم، ولا يمكن أن ندخل بوابة اقتصاد المعرفة من دون تعليم تقني وأساسي جيد.
إن اقتصاد المعرفة يتضمن جميع الأنشطة والعمليات الخاصة بصنع وإنتاج، وتسويق، وتوظيف، وتشغيل، واستهلاك، وإعادة إنتاج المعلومات والمعرفة، ويشمل طيفاً واسعاً من الصناعات منها صناعات البرمجيات، والإلكترونيات، والاتصالات، ونظم المعلومات وخدمات المعلومات، كما يضم أيضاً مراكز الأبحاث، ومؤسسات الفكر، ومكاتب دراسات الجدوى، ومراكز اللغات والترجمة، ودور النشر والإعلام…، إلى الأنشطة الطبية والبحوث البيولوجية والدوائية..
بمعنى آخر: إن التعليم والمعلومات واستخدام الكمبيوتر هي حجر الأساس في اقتصاد المعرفة، للإنترنت دوره المهم في مكونات اقتصاد المعرفة، كما يلعب الإنترنت دور الحاضن للمعلومات وأكبر أوعية تداول المعلومات واستخدامها ونشرها، وفي مجال الموارد البشرية والتدريب.
قرن البيولوجيا
إذا كان القرن الـ20 هو قرن الفيزياء، فإن القرن الـ21 سيكون قرن البيولوجيا؛ لأن التطورات الأخيرة في البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة، تنطوي على تغيرات ثورية في القدرات البشرية على التأثير في الكائنات الحية الأخرى.
الاقتصاد الافتراضي
يبدو أن الذكاء لم يعد فقط موجوداً في أدمغة البشر لكنه انتقل إلى الاقتصاد الافتراضي كالمحادثة بين الخوارزميات الذكية، حيث متطلبات الاقتصاد الفيزيائي حول الاستفسارات التي يقوم بها الاقتصاد الافتراضي، الذي أدخلنا عصراً جديداً تغيرت فيه معايير تقييم السياسات، فلقد كان الاقتصاد القديم قائماً على الإنتاج، في حين أن الاقتصاد التوزيعي تكون فيه الوظائف أو الوصول إلى السلع هي المعايير المهمة. أيضاً أسهمت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاهتمام المتزايد في المعلومات لتحسين جودتها وتوصيلها بأسرع ما يمكن إلى متخذي القرارات لاتخاذ قرارات استثمارية رشيدة.
التطبيقات
لقد ظهرت حقبة جديدة من علم البيانات يتم فيها استبدال النماذج بأجهزة قوية لتحليل البيانات الكبرى. وتستخدم الحواسيب القوية لوغاريتمات تعليم الآلة لاكتشاف الأنماط التي لم يستطع العقل البشري حتى أن يحلم بها.
كان التقدم العلمي في العصر الحديث يعتمد على الأدوات الموضوعة تحت تصرف الباحثين، فالجمع بين المجهرية المحسنة والأساليب المعملية الأفضل ساعد على اكتشاف نظرية الجرثومية، التي يمكن وصفها بأنها واحدة من أعظم الإنجازات الطبية على الإطلاق. وهناك أمثلة متعددة في القرن الـ20 توضح أثر تحسن الوسائل والأساليب العلمية، وتعد أشعة إكس في علم البلوريات من أعظم اكتشافات العلم الحديث؛ حيث كان لهذه التقنية دور محوري في اكتشاف تركيب عديد من الجزيئات البيولوجية ووظيفتها، بما فيها الفيتامينات والعقاقير، والبروتينات؛ وكان أشهر تطبيقاتها من دون شك هو اكتشاف تركيب جزيء الحمض النووي، وكان استخدامها محورياً في 29 مشروعاً آخر فائزاً بجائزة نوبل. وتعتبر الحوسبة السريعة من ضمنها تخزين البيانات غير المحدود وأساليب البحث»، وتكنولوجيا الليزر اثنتين من الأدوات العملية القوية التي أثبتت أهميتها.
بالمقابل تحليل البيانات يتيح للعلماء دراسة العمليات الفسيولوجية والمادية الصعبة، وتصميم مواد جديدة، ومحاكاة نماذج رياضية للعمليات الطبيعية التي طالما شكلت تحدياً لمحاولات الحل مع ظهور الحوسبة الكمية.
وبالمثل، فإن الذكاء الاصطناعي، الذي لا يزال يمثل مصدراً لكثير من القلق نتيجة إحلاله محل العمالة المتعلمة التي تمتلك المعرفة وليس الوظائف الروتينية فحسب، قد يصبح أكثر مساعد بحثي فعال مستقبلاً.
نشير هنا إلى أن تكنولوجيا الليزر أداة علمية مهمة جداً، التوسع في استخدام الليزر في العلوم، وصل إلى نطاق مذهل. ومن أهم تطبيقات الليزر هو القياس الطيفي للتكسير. وقد تم استخدام طريقة قياس التداخل بالليزر لاكتشاف موجات الجاذبية التي افترضها أينشتاين، التي تمثل واحدة من أكثر الاكتشافات التي بني عليها في الفيزياء الحديثة اليوم يتم تصنيف الذكاء الاصطناعي والليزر والهندسة الوراثية على أنها تمثل تكنولوجيا المنفعة العامة التي تنطوي على عديد من التطبيقات عبر نطاق واسع من الاستخدامات في مجالي الإنتاج والبحوث.
تُوظف التكنولوجيا لحل مشكلات الفقراء؟ كيف من العلامات المشجعة الأثر الذي تحدثه التكنولوجيا في حياة الملايين من المهمشين.
إن نظم الدفع الرقمي وعبر الهواتف المحمولة توجد فرصاً جديدة. في (الهند) نجحت مبتكرات مثل «الواجهة الموحدة للدفع» في تيسير دمج الفقراء في الاقتصاد الرقمي. وتستخدم برامج التأمين الأصغر و«الحث غير المباشر» في تحفيز الناس على المساهمة غير النقدية المرنة والطوعية. هناك 75 ألف فتاة وسيدة في المناطق الريفية والنائية في (زامبيا) يستطعن اختيار وسيلة حصولهن على المدفوعات الرقمية من خلال بنك، أو حساب عبر الهاتف المحمول أو بطاقة مدفوعة مسبقاً.
في (إندونيسيا) يصل برنامج «أمل الأسرة» للتحويلات النقدية إلى عشرة ملايين أسرة فقيرة، للوفاء بأهداف التنمية البشرية. وفي (لبنان) تساعد برنامج الأغذية العالمي على تمكين المساعدات الإنسانية من خلال بطاقات إلكترونية موجهة لأشد الأسر اللبنانية فقراً إضافة إلى أسر اللاجئين السوريين.
تقرير البنك الدولي عن التنمية في عالم 2019 يوضح كيف تُسهل التكنولوجيا الوصول إلى الفئات السكانية التي تعاني الإقصاء، حتى مع تحول مزيد من أنماط الاقتصاد المادي إلى العالم الافتراضي.
تشكل التقنية والمعرفة الاستثمار المستقبلي الواعد لاقتصادات العالم والمحرك الرئيسي للنمو، تنويع مصادر الدخل، كما تعتبر وسيلة لرسم ملامح تحقيق الرؤية الحديثة للاعتماد على القطاع التقني كأساس لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
دور الجامعات ومراكز البحث
من الضروري الاهتمام بالجامعات ومراكز الأبحاث والهيئات التعليمية والتقنية للمساعدة في تطوير الخدمات الإلكترونية والتقنية والاستثمار في الجوانب التقنية بشكل أكبر والاستفادة منها عند اتخاذ القرار، لأن الاستثمار في التقنية سبب مهم لدفع النمو الاقتصادي قدماً إلى الأمام.
الاستثمار
إن تطوير البنية التحتية الخاصة بالاتصالات وتقنية المعلومات يرفع نسبة الاستثمارات، وهي نقطة تحول للاستثمار في المجالات المعرفية والتقنية، وخاصة أنها من الصناعات سريعة التطور والاستثمار فيها تصاعدي وتعمل علی إيجاد إيرادات مالية مرتفعة، كما أن تطوير قطاع تقنية المعلومات يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الإستراتيجية، ويلعب دوراً في تحسين كفاءة وفعالية القطاعات من خلال تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمية.
إن التوجه إلى التنوع الاقتصادي يحتاج إلى خيارات كثيرة، لأن الخيار الواحد أصبح في اقتصاديات العالم غير مجزٍ، ومن ضمن هذه الخيارات الصناديق السيادية للدول الاستثمارية.
إن أكبر الشركات في العالم تعتمد على التكنولوجيا المبتكرة والحديثة وعلى المعرفة، لأنها هي القاعدة لبناء ثروات المستقبل للأمم. وضرورة الاعتماد على مصادر جديدة ومتنوعة، ويأتي على رأسها في العصر الحديث التكنولوجيا الحديثة.
شركة «أبل» رأسمالها الأكبر بين شركات العالم حالياً ومن حيث الأرباح، وذلك نتيجة تطور التكنولوجيا في المحمول ووسائل الاتصال الحديثة، وأن تقدم الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا واليابان وكوريا على سبيل المثال، اعتمد بشكل كبير على التقنية الحديثة واقتصادات المعرفة، التي أسهمت في تطور ونمو تلك الدول، لذا يجب طرق باب التكنولوجيا والمعرفة، والاستثمار في التكنولوجيا وفي الإنسان الذي سيستخدمها.
الآثار الاقتصادية والاجتماعيةلاستبدال البشر بالآلة
الإنسان الآلي «الروبوت» هو أحدث مراحل التقدم التكنولوجي. في السنوات الأخيرة، زاد بسرعة عدد ماكينات الإنسان الآلي المستخدمة في أنشطة الأعمال لتعزيز الإنتاجية. مع استمرار التراجع في تكلفة الروبوت وتزايد قدراته.
قد يكمن التحدي الرئيسي أمام الاقتصاد في القرن الحادي والعشرين في زيادة التفاوت وتدني مكاسب الإنتاجية. ولا بد أن يؤثر الاستخدام المتزايد للروبوت في هذه التطورات سلباً وإيجاباً. ومع تزايد استخدام الإنسان الآلي وأجهزة الكمبيوتر والآلات الأخرى، فإن أحدث جولة من التقدم التكنولوجي تأتي إلى حد كبير على حساب العمالة متوسطة ومنخفضة المهارة.
ووفقاً للدراسات، تأثير الإنسان الآلي ما زال أدنى بكثير من تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فيتعين أن يأخذ المرء في الحسبان أن القيمة الإجمالية لرأسمال هذه التكنولوجيا تفوق بكثير القيمة الحالية لخدمات الإنسان الآلي.
استبدال الإنسان بالماكينة يزيد التفاوت في الدخل، ولكي يتاح لأكبر شريحة من السكان جني ثمار هذا التقدم التكنولوجي، يتعين اتخاذ إجراءات في مجال:
المهارات والتعليم نحتاج إلى إعادة النظر في النظام التعليمي، إن زيادة التقدم التكنولوجي ستظل تؤدي على الأرجح إلى زيادة التفاوت في الدخول.
التجارة الدولية
في مجال المقارنة بين الزيادة في معدلات التجارة الدولية التقليدية، والتجارة الدولية عبر وسائل التقنية الحديثة.. يتضح بأن التجارة عبر الإلكترونيات تحقق تقدماً مطرداً على التجارة الدولية التقليدية.
أشار المدير العام لمنظمة التجارة العالمية إلى تزايد كبير في قيمة التجارة العالمية على شبكة الإنترنت، مؤكداً أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تمكنت بفضل التجارة الإلكترونية أن تقلل من تكاليف الأعمال التجارية أكثر بكثير من التجارة التقليدية. وإذا كانت التجارة الإلكترونية تسهم في خفض تكاليف التجارة وتوسيع نطاقها، فإن اتفاقية تيسير التجارة، وهي أهم صفقة عالمية في القرن الحادي والعشرين ستكون بالغة الأهمية في مجال تخفيض تكاليف التجارة بنسبة قد تصل إلى 14.3 في المئة في المتوسط.
إن القرن الحادي والعشرين هو بحق عصر اقتصاد المعرفة أو الاقتصاد الرقمي أو اقتصاد تكنولوجيا المعلومات، باعتبار أن ثورة تكنولوجيا المعلومات حفزت مؤسسات الأعمال إلى انتهاج برامج تعد من أهم عوامل تكوين الثروة.
إن هذه المنطلقات في عصر اقتصاد المعرفة هي المنطلقات التي يجب أن تسعى إليها الاقتصادات النامية الذي ما زالت تبحث عن نفسها وسط زحمة من التطبيقات البيروقراطية، والمحاولات ما زالت مستمرة لتحقيق نتائج إيجابية على الأرض تمكن من الوصول إلى مصادر جديدة للدخل.
أثر التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات على النمو الاقتصادي
- التغیرات التكنولوجیة وثورة المعلومات أضحت كعوامل محددة للنمو. نظریة النمو الاقتصادي النابعة عن التقدم التكنولوجي تعترف أن الوصول إلى المعلومات ومعالجتها وتحویلها تُعتبر مكوناً أساسیاً في صناعة النمو الاقتصادي.
بالنسبة لآثار التقدم التكنولوجي على الفقر وانعدام المساواة؛ يمكن القول إن القفزة التكنولوجیة التي أدت إلى رفع أجور العمال المهرة والمتمكنین ساهمت في إيجاد حالة متفاقمة من التفاوتات وعدم المساواة ما أقنع الاقتصادیین أن المصادر الحقیقیة للنمو تكمن في التغیر التكنولوجي والتنظیمي. - النظریة الكلاسیكیة للنمو الاقتصادي ( نظریة مارشال) غیر مناسبة تماماً اليوم لتحلیل ظاهرة النمو الاقتصادي لكونها تركز فقط على تراكم رأس المال (البشري والمادي) بینما النظریة الحدیثة والبدیلة تركز على النمو الاقتصادي النابع من التقدم التكنولوجي وتعتمد التغیرات التكنولوجیة
كعوامل محددة للنمو، كما تُحدث تغیرات مؤسسیة لتحقیق الاستفادة القصوى من التكنولوجیات الجدیدة بالإضافة لأثر التكنولوجیا في قوة العمل.
الصين
الصين استطاعت التوفيق بين الأيدولوجيا والتكنولوجيا.. الرئيس الصيني تشي جينبينج حدد صراحة أولوية أن تكون الصين هي الرائدة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة الأخرى. ودعم هذا الأمر بخطة تنمية مثيرة للإعجاب. في الصين، تجربة رائدة في استخدام التكنولوجيا والتعرف على الوجه. في برنامج بدأ العام الماضي، تسمح الحكومة الصينية
لمستخدمي «وي تشات» بربط بطاقات الهوية الخاصة بهم مع تطبيق واسع الانتشار، تم استحداثه من عملاق التكنولوجيا (تنسنت).
- تصنع الصين ما يقدر بـ90 في المئة من أجهزة تكنولوجيا المعلومات في العالم، بما في ذلك ثلاثة أرباع الهواتف الذكية. ما يعني أن الاقتصاد العالمي يعتمد بشكل متزايد على بنية تحتية عالمية لتكنولوجيا معلومات تصنع في الصين، الروابط الوثيقة مع الدولة تعني أن شركات تمتلك شركات التكنولوجيا التسع الأولى في الصين، والمملوكة للقطاع الخاص، قيمة سوقية تبلغ نحو 1.5 تريليون دولار، أصبحت مجموعات التكنولوجيا المحلية جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الحضري الحديث في الصين.
تعد إستراتيجية الرئيس تشي جين بينج «صنع في الصين 2025» الصناعية جهوداً تقودها الدولة لتأسيس الريادة الصينية في التكنولوجيات الخاصة بالجيل المقبل من المعدات التجارية والعسكرية – ولاسيما الذكاء الصناعي والروبوتات وتعديل الجينات.
كيف أثر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التطور الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي.
تُظهر دراسة أجرتها شركة الاستشارات (بوز ألن) الفوائد التي يدرّها إنشاء قطاع تكنولوجيا معلومات واتصالات قوي في العالم العربي على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي، بشكل مطلق أو نسبيّ، معدّله 4٪ فقط من الناتج الإجمالي المحلي بحسب التقرير، مقارنة بـ8٪ من الناتج الإجمالي المحلي في الدول المتطوّرة.
أجريت الدراسة على ست دول هي البحرين، ومصر، والأردن، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
بحسب التقرير يجب على الدول العربية أن تحدّد مستوى إنفاق يبلغ 5.7٪ من الناتج الإجمالي المحلي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذا يترجم على أرض الواقع بـ30 مليار دولار في الدول المختارة. تؤيد منظمة الإسكوا هذا الرقم لتعتبر أن مجمل الاستثمارات المطلوبة لرفع مستوى
اختراق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي يبلغ نحو 40 مليار دولار.
أظهرت معظم الدول علامات تطوّر، وجهوزية لتطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولكن بعض هذه الدول لا توفّر حتى الآن البيئة التي تلبّي كل الشروط المسبقة التي يتطلبها نمو قطاع الاتصالات والتكنولوجيا.
تحسين مركز القوى العاملة
تظهر منافع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الشركات من خلال السماح لها بزيادة الإنتاجية كلها، وتحسين جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها عبر الابتكار، كما يساعد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تخفيض التكلفة التي يتكبدها المستهلك النهائي. يسهم هذا القطاع في خلق قطاعات جديدة ويسمح للشركات القائمة حالياً بتوسيع أعمالها إلى أسواق جديدة ما يروج لفرص عمل جديدة هائلة على مستوى الأفراد والمجتمعات. كما يسهم في تزايد مستويات المعرفة التقنية، الأمر الذي من شأنه أن يحسن مركز القوى العاملة للاستفادة من فرص النموّ الاقتصادي.
تأثير التكنولوجيا في الاقتصاد
يُجمع المراقبون والاقتصاديون على أن العالم يعيش ثورة اقتصادية رقمية، وهناك اتفاق على كيفية قيام التقنيات الجديدة بتطوير الاقتصاد شهدنا مؤخراً أن التكنولوجيا الرقمية قد خلقت اقتصاداً افتراضياً ومستقلاً، حيث إنها توفر بشكل ثابت معلومات نادرة وخارجية في مجال الأعمال لا يتم توفيرها إلا في الخوارزميات وآليات الاقتصاد الافتراضي.
ومن ثم المسألة لم تعد تتعلق بالإنتاج فقط بل تتعلق بالتوزيع، أي كيفية الحصول على حصة في ما يتم إنتاجه.
لقد أصبحت صناعة تكنولوجيا المعلومات تسهم في تنمية الاقتصاد ودفع عجلة التنمية من خلال توفير بعض الفرص الوظيفية. إذ تحولت المعلومات إلى منتجات اقتصادية على غرار المواد المعروضة في السوق التي تخضع لقانون العرض والطلب، إلى درجة جعلت من المجتمع الإنساني مجتمع الحاسوب المعبر عن وصول الإنسان إلى التطور التكنولوجي في ميدان معالجة وتوزيع المادة الفكرية والمعرفية والإعلامية بوساطة الحاسوب.
الإنجازات الأخيرة المدفوعة بالعلم في علوم الماديات، تسمح للعلماء بتصميم تركيبات جديدة لم تعرفها الطبيعة من قبل. الحواسيب الآلية عالية القدرة والليزر وغيرهما من أدوات عصرنا ستؤدي إلى إنجازات تكنولوجية لا يمكن تخيلها اليوم.
أخيراً نؤكد أن استخدامات التقنية ستتوسع عالمياً في الأعوام المقبلة، وستدخل التقنية جميع القطاعات من دون استثناء، وتقدم الدول سيقاس بمدى التطور والذكاء التقني والابتكارات التكنولوجية المتطورة.