مايريده.. السوريون
| هني الحمدان
المستقبل الناجح هو منتج صناعة حركة الحاضر، وهو لا يحدث بالمصادفة بل عن طريق التخطيط والعمل ضمن أهداف مع استخدام أدوات ووسائل الواقع بعيداً عن الأحلام وخيالات الوهم.!
إن التنمية الاقتصادية وتلك البشرية هي أحد الأهداف، ويجب أن تكون على رأس أولويات عمل الحكومات، ولكن هذه المقولة من العموميات الكلامية والتي تحتاج لتفصيل لكيلا نقع في واقع الخطابات والشعارات والتي تسقط أهميتها إذا لم تأت معها الخطط والحركة التطبيقية على أرض الواقع التي تتجه إلى الأهداف التي تسعى بترجمة بعض القطاعات كبلورة أولية عبر التوصل إلى مقاربات وصيغ اقتصادية تناسب الواقع الحالي.. فالعمل وفق صيغ جديدة بعد حالة تشخيص للواقع بشكل عملي، لأن النجاح المأمول هو صناعة الحاضر والتعامل بجدية من خلال الانتقال لواقع أكثر مرونة، والاستغناء عن بعض الأدوار، وهو الذي يجب أن يرتكز على خطط واضحة، وهنا سنصنع الواقع الملموس بعيداً عن خيالات وشعارات صارت شماعة للتقصير وباباً لنهب المال العام..!
ورش عمل، اجتماعات رسمية وقطاعية، وأخرى مع أكاديميين وممثلين عن أوساط إعلامية وشعبية، جلها يتناول تشخيص واقع الحال وبعض التشريعات التي تعرقل وتبطئ الإنتاجية وتسيء لجوهر العمل ولا تشجع عليه، إضافة لخطط جديدة تقوم الوزارات على برمجتها الآن لتعمل على تنفيذ أهدافها، جل تلك الخطط يخدم التنمية الاقتصادية والبشرية، وسيفتح الباب أمام تفاهمات وتشاركات بين القطاعات كلها، عل ذلك يغير من بعض الأدوار ويهيئ لأجواء أكثر أريحية للإنتاج والاستثمار وحسن التنفيذ المبرمج بأوقات وأطر شفافة.
إذاً ما الذي نريده نحن السوريون؟ وما الذي نحتاجه لكي نتخلص من بعض الآلام التي ألمت بنا وباقتصادنا، وكيف سنخطط للمستقبل الآتي وهل سنضمن كل عوامل النجاح..؟! واقع الحال مكشوف بمشكلاته وسلبياته، سياسات نمطية، ما نجحت فيه هو التباعد الكلي ما بين احتياجاتنا والخطط العامة والأهداف التي وضعتها وعملت عليها الإدارات المتلاحقة.. وما حصدنا خيبات وسرقات وقطاعات باتت أقرب للهياكل العظمية.. ومؤسسات تكلست وفقدت القدرة على العمل وفشلت بتأدية أدوارها، كل ذلك يضعنا في خانة المسؤولية وعلينا التفكير جدياً والعمل على ضمان إحياء كل القطاعات وفتح الأبواب للتشارك ومنح التسهيلات وتحفيز كل الجبهات للعمل.
علينا أن ننطلق في الاستفادة من الموارد في مجالها الصحيح وضمن ضوابط وشروط لكيلا يسرقنا الزمن في غفلة منه، ونجد أنفسنا في حال مختلفة جداً وأصعب من الحالية، لذلك التخطيط مهم، وكذلك حركة التفكير الجماعي للمختصين ضمن نطاق المؤسسات، فلسنا نحن مختلفين عن باقي شعوب العالم، ولكن المسألة هي إرادة وتنظيم وتخطيط وإخلاص ونزاهة وتطبيق ضمن مشروع يحمله ويؤمن به «رجال دولة» يريدون ذلك ويسعون إليه وهكذا يجب أن يكون كل مسؤولينا وفي أي قطاع أو مسؤولية.!
وهنا انطلق التفكير وتحرك التخطيط في خط التطبيق للحفاظ على موارد ضائعة من دون استفادة، وهذا تميز وقرار لـ«دولة» تعرف، ولمؤسسات استفاقت مؤخراً لـ«تخطط» وبصوت عال، ساعية للانطلاق نحو خط التطبيق «والعمل الصالح» على أرض الواقع وهو ما سيبقى «شاهداً» على الإنجاز الجيد إذا تم بالصورة السليمة.!