القمح والقطن في دائرة الخطر بآسيا
لا تقتصر آثار تغيّر المناخ على كمية الإنتاج الزراعي عالمياً، بل إن آثارها تمتد لنوعيات هذا الإنتاج ولداخل مكونات المواد الغذائية كالفاكهة والخضراوات وتغير من قيمتها الغذائية.
ولعلمكم، يؤدي ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى انخفاض مستوى البروتين في الإنتاج الزراعي والسلع الزراعية، حسب ما قالت إيفيتا زينينا، مسؤولة قسم الموارد الطبيعية في منظمة الأغذية العالمية بمنطقة آسيا الوسطى، في تقرير صحفي على هامش قمة كوب 29.
وأضافت لهذا السبب يجب تقييم كل الارتباطات المعقدة بين تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وهطل الأمطار بطريقة علمية ومن ثم التوصل إلى حلول، لكن في الوقت نفسه من المهم إيجاد الحلول على مستوى مؤسساتي وتفعيله على مستويات عدة.
أشارت زينينا، إلى أن آسيا الوسطى كلّها معرضة للخطر وهذا يشمل أولاً وقبل كل شيء المزارعين الريفيين والمجتمعات الريفية، وبالتالي من المهم أن ندرك أن الزراعة تشكّل جزءاً كبيراً من الناتج المحلي الإجمالي لهذه المنطقة.
كما لفتت إلى أن كل بلد يعتمد بجزء كبير على الزراعة لرفد ناتجه المحلي، هو عرضة للخطر.
وقالت زينينا: إن أغلبية الصادرات التي تأتي من آسيا الوسطى هي على سبيل المثال القمح الذي يتم تصديره إلى الصين وروسيا والدول المجاورة، وكذلك أيضاً الخضراوات والمشمش على سبيل المثال والفواكه.
وأضافت إن القطن أيضاً الذي يشكّل جزءاً أساسياً من صادرات دول آسيا الوسطى التقليدية، وتعتمد على تصديره إلى الدول الكبرى المنتجة مثل الصين أو تركيا، معرّض بدوره بشكل كبير لانعكاسات التغيّر المناخي، وهو الأمر الذي يؤثر من جهة في الإنتاج ومن جهة مقابلة في أسعار كل السلع التي تدخل بها المواد القطنية، وبالتالي كل هذه الأمور ستصب في نهاية الأمر لجهة ارتفاع التضخم من جهة، وارتفاع نسب الفقر لدى المزارعين من جهة أخرى.
نبهت زينينا، إلى ما ورد في تقرير الفاو الأخير عام 2024، في حديثها قائلةً إن الأمن الغذائي والتغذية يأخذان أقل من ربع إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية والتدفقات الرسمية الأخرى.
وتابعت إنه في الفترة من 2017 إلى 2021 بلغت هذه التدفقات 76 مليار دولار سنوياً، منها 34 بالمئة فقط ساعدت في معالجة العوامل الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
مسؤولة قسم الموارد البشرية لدى الفاو، أجابت رداً عن سؤال حول أهمية الذكاء الاصطناعي في تسريع الحلول الزراعية، قائلة إن استخدام التقنيات الحديثة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، خصوصاً تلك المتعلقة بالمسيرات التي تراقب المحاصيل، وأيضاً تنثر الحبوب، وأيضاً التكنولوجيات المتعلقة بالري وفحص التربة، كلها أمور تساعد على تحسين كمية الإنتاج من جهة، ونوعيته من جهة أخرى، مضيفة إن هذه التقنيات على وجه الخصوص تساعد على ترشيد استخدام الموارد الطبيعية والمياه.