الرابحون والخاسرون في انتخابات غرف التجارة السورية… طرطوس وحلب… مباراة انتخابية لم تخلو من المفاجآت… صافي لـ«الاقتصادية»: لا يخلو الأمر من وجود بعض الاعتراضات وسيجري تدقيقها
| شادية إسبر
ما الذي يستفيده التاجر من الفوز بعضوية مجلس إدارة الغرفة التي ينتسب إليها، ليدخل معتركاً مع أبناء كاره في تنافسية قد تكون أحياناً غير شريفة وأخرى صدامية وثالثة تحالفية توافقية؟
سؤال يطرحه الجميع مع ما شهدته الفترة الماضية من مراحل العملية الانتخابية لاختيار مجالس غرف التجارة وغرف التجارة والصناعة المشتركة في المحافظات للدورة 2024- 2028 التي تنوعت مشاهدها والأقاويل حولها، وتغيرت آليات التحضير لها، وتعليمات وشروط الترشح والانتخاب، وصولاً لإجرائها إلكترونياً.
يمنح الوصول إلى عضوية مجلس إدارة الغرفة، إضافة لتمثيل مصالح قطاع الأعمال والدفاع عنها، فرصة للتاجر كي يعزز علاقاته ويبني شبكات تجارية بين رجال الأعمال الآخرين، ما يمكنه من الدخول بشراكات جديدة ويمنحه فرص عمل، والأهم أنه طريق مضمون يوصله ليكون شريكاً في صنع القرارات الاقتصادية والتجارية التي تؤثر في الأعمال، وفق ما يؤكد عدد من المرشحين والفائزين والناخبين، فكيف جرت العملية الانتخابية؟ وما نتائجها في الغرفتين الكبريين طرطوس وحلب؟
عدد الناخبين جيد
رئيس لجنة الإشراف العام على انتخابات غرف التجارة وغرف التجارة والصناعة المشتركة زين صافي في تصريح خاص لـ«الاقتصادية» أكد أن عدد الناخبين كان جيداً نسبياً في غرفتي تجارة حلب وتجارة وصناعة طرطوس.
وعن العوامل التي ساهمت بزيادة الإقبال مقارنة بالدورات السابقة؟ قال صافي: يعود هذا الإقبال إلى عدة عوامل أعطت الناخبين والمرشحين الثقة بنزاهة الانتخاب لهذه الدورة، ومنها مرسوم السيد الرئيس رقم 21 لعام 2024 الذي قسّم الناخبين والمرشحين إلى شريحتين، بحيث لا يتيح للناخب انتخاب مرشحين من خارج شريحته، بالإضافة إلى التعليمات الصادرة عن الوزارة واللجان المشكلة من الوزارة والتي أثبتت جدارتها من أول مرحلة في العملية الانتخابية من خلال دراسة وتدقيق طلبات المرشحين لجهة توافقها مع القانون والتعليمات الصادرة عن الوزارة لنهاية العملية الانتخابية وصدور النتائج.
اعتراضات ستُدقق
عن وجود أي اعتراضات أضاف صافي: لا يخلو الأمر من وجود بعض الاعتراضات التي سيجري تدقيقها ومعالجتها وفق القوانين والأنظمة، ومع ذلك قامت الوزارة باستطلاع رأي لعدد من المرشحين في جميع المحافظات، وجرى نشرها على صفحه الوزارة، حيث أكد جميعهم على شفافية العملية الانتخابية الإلكترونية وارتياحهم الشديد لظهور النتائج فوراً بعد إغلاق العملية الانتخابية.
وبشأن ضبط العملية في انتخابات غرفة حلب بعد ما ساد من أجواء في قطاع الأعمال الحلبي رصدته «الاقتصادية» خلال مرحلة دراسة الطلبات والدعاية الانتخابية؟ أكد صافي أنه لم ترد اللجنة أي شكاوى من المرشحين لعضوية مجلس إدارة حلب، وأضاف: حرصنا خلال سير عملية الاقتراع على استطلاع آراء المرشحين بين الحين والآخر وكانت تصريحاتهم إيجابية، مؤكدين نزاهة العملية الانتخابية ونزاهة اللجنة، وأبدوا إعجابهم بالتنظيم وبالاقتراع الإلكتروني، وتم نشر تصريحاتهم على صفحة الوزارة.
تقول المادة 20 من القانون رقم 20 للعام 2020: «يعد فائزاً في عضوية مجلس الإدارة من حصل على أكثرية أصوات المقترعين، وفي حال تساوي الأصوات يرجح الاٌقدم تسجيلاً في الغرفة»، فمن حقق ذلك في حلب وطرطوس؟
غرفة حلب
الخميس 10 تشرين الأول جرت الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة حلب في مقر الغرفة بالمدينة، فقد بلغ عدد الناخبين على الشريحة الأولى 305 ناخبين من أصل 442 ناخباً، ومن الشريحة الثانية انتخب 305 ناخبين من أصل 1844 ناخباً، علماً أنه لم يتم الاقتراع على الدرجة الثالثة لوجود مرشح واحد فاز بالتزكية، وفق رئيس لجنة الإشراف العام على انتخابات غرف التجارة وغرف التجارة والصناعة المشتركة.
وكانت لوائح القبول أظهرت أن عدد المرشحين لانتخابات الغرفة بلغ 24 مرشحاً من الشريحتين الأولى والثانية تنافسوا على 12 مقعداً لمجلس إدارة الغرفة؛ وأظهرت النتائج تصدر المرشح محمد عامر حموي الفائزين بحصوله على 181 صوتاً من اجمالي عدد الأصوات البالغ 305 أصوات، وهو رئيس الغرفة السابق، تلاه أحمد الخسارة بـ144 صوتاً، وفي المرتبة الثالثة جاء إبراهيم بدوي بـ141 صوتاً، وتوالى ترتيب الأسماء، فادي مزيك، سامر نواي، محمد شيخو، محمد علي أبو راس، لؤي تومان، محمود العوض الصويري، وهذه الأسماء العشرة من الشريحة الأولى، في حين نال محمد شاهين من الشريحة الثانية 153صوتاً من إجمالي عدد الأصوات البالغ 305 أصوات، تلاه سعيد بلوي بـ140 صوتاً للشريحة ذاتها.
وتحت مقولة (كل صناعي تاجر لكن ليس كل تاجر صناعياً) كانت اشتدت أجواء المنافسة في غرفة تجارة عاصمة الصناعة السورية، أجواء سبقت العملية الانتخابية كانت على أشدها بين قائمتين (حلب التجارية، تجار حلب) اللتين استحوذتا على 20 اسماً، في حين خاض الأربعة المتبقون الانتخابات منفردين، فقد أظهرت النتائج تنوع الفائزين بين القائمتين والمستقلين، فهل يعني أن إرادة الناخبين فرضت نفسها أم أن هناك تحالفات خفية غير معلنة وفق توصيف شريحة تجارية حلبية؟ أمر رأته شريحة أخرى أنه غير واقعي أو منطقي، وخاصة بعد إقرار نظام الشرائح والانتخاب الإلكتروني الذي قطع الطريق على من يظن نفسه قادراً على التحكم، كما ضمن حق التاجر الحقيقي الذي يريده الناخبون أن يمثل مصالحهم بالوصول إلى مجلس الإدارة.
غرفة طرطوس
قبل حلب بيوم واحد كانت غرفة تجارة وصناعة طرطوس أجرت انتخابات أعضاء مجلس إدارتها (الأربعاء 9 تشرين الأول)، وبعد منافسة محتدمة، بدأت منذ المراحل الأولى للعملية الانتخابية حتى قبل فتح باب الترشح، خلصت نتائج الانتخابات في الغرفة التي توسعت لهذه الدورة الانتخابية، وفق تسلسل الأصوات، إلى الترتيب التالي:
للشريحة الأولى، نال الرقم الأعلى المرشح عمران شعبان محمد 326 صوتاً، تلاه بالترتيب: كفاح قدور- سامي الضيعة- محمد سخية- سامي الخطيب- سلمان ريا- ذكي طيار- مازن حماد- فراس حرباً- عز الدين خضر.
وعن الشريحة الثانية فاز كل من حسن ديوب بـ429 صوتاً، وعاصم ونوس بـ240 صوتاً.
وعن عدد الناخبين في غرفة تجارة وصناعة طرطوس أفاد صافي بأنه بلغ بالشريحة الأولى 414 ناخباً من أصل 487 ناخباً، ومن الشريحة الثانية انتخب 707 من أصل 2209 ناخبين، كاشفاً عن أنه لم يتم الانتخاب على الدرجة الرابعة من الشريحة الثانية لوجود مرشح واحد فاز بالتزكية.
وكانت أجواء انتخابات طرطوس شهدت مشاركة لافتة وحضوراً مكثفاً للناخبين والتجار ومرشحيهم، وفق مصادر «الاقتصادية»، ورغم المنافسة المحتدمة بين من يخوضون الانتخابات في قوائم أو مستقلين سادت حالة من الرضا والإيجابية لكون العملية الانتخابية جرت إلكترونياً، مع الإشارة إلى أن البعض اعتبر الأجواء المشحونة حالة طبيعة وصحية تحصل في أي انتخابات وفق تعبير مرشحين وناخبين.
درعا تفتح الأسبوع والدير تختتم العملية
الأسبوع الأخير من العملية الانتخابية لدورة 2024- 2028 سيشهد انتخابات مجالس إدارة ثلاث غرف هي درعا والرقة ودير الزور، تفتتحه غرفة تجارة وصناعة درعا يوم الأحد 13 تشرين الأول في مقرها بالمدينة.
التحضيرات التي جرت على قدم وساق خلال الأسبوع الماضي، كانت شهدت الأربعاء الإعلان عن تشكيل أولى القوائم تحت اسم «قائمة مرشحي حوران» وضمت 8 مرشحين هم (قاسم المسالمة- عبد الرحمن الحريري- وهيب المقداد- فراس بجبوج -فارس الأصفر- مزيد العمر- عز الدين الفقيه- محمد العمري).
وخلال مرحلة الدعاية الانتخابية نظم المرشحون لقاءات مع الناخبين، إذ أكد تجار وصناعيو درعا أن «غرفة تجارة وصناعة محافظة الخير الزراعي الوفير تستحق الأفضل دوماً» وفق ما جرى تداوله من أحاديث في قطاع الأعمال، وكانت من أبرز الأهداف الكثيرة التي أعلن عنها المرشحون في لقاءاتهم مع الناخبين النهوض بالواقع الاقتصادي للمحافظة، وتفعيل دور غرفة التجارة والصناعة أكثر بما يخدم المصلحة العامة، وخصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الحساسة والتي جرى وصفها في المجالس التجارية بمرحلة «التعافي الاقتصادي».
وبعد درعا، كان من المفترض أن تنتخب الهيئة العامة لغرفة تجارة وصناعة الرقة أعضاء مجلس إدارة غرفتها الأربعاء 17 تشرين الأول في مقر الاتحاد العام بدمشق، في حين تختتم العملية الانتخابية السبت القادم 19 تشرين الأول في غرفة دير الزور، وفق معلومات نشرتها الاقتصادية سابقاً، في حين أكد صافي في تصريحه الأخير للصحيفة يوم الجمعة 11 تشرين الأول الجاري أنه: فيما يتعلق بانتخاب غرفتي تجارة وصناعة درعا ودير الزور فإنها قائمة إلى تاريخه، أما فيما يتعلق بغرفة تجارة وصناعة الرقة فقد انسحب مرشح وفاز باقي المرشحين بالتزكية.