أول لقاء لوزير الإدارة المحلية والبيئة مع «الاقتصادية».. جهوزية تامة على مدار الساعة لاستقبال الوافدين من لبنان الشقيق الوزير خريطة لـ«الاقتصادية»: 17 مركزاً مجهزاً.. بكل المستلزمات وهناك بعض المراكز الاحتياطية
|غزل إبراهيم
تواصل وزارة الإدارة المحلية والبيئة عملها لتحقيق الاستجابة العاجلة واللازمة للوافدين جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان الشقيق، منذ قدوم أول وافد، ولا تزال الجهود مستمرة.
وقد لمسنا هذا الشيء خلال حوار موسع لـ«الاقتصادية» خصنا به وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس لؤي خريطة رئيس اللجنة العليا للإغاثة، الذي أكد استعداد الوزارة وجهوزيتها بالتعاون مع كل الوزارات والجهات المعنية بالشأن الإغاثي والإنساني وبمشاركة فاعلة من المحافظات والوحدات الإدارية والمجتمع المحلي لتحقيق الاستجابة المطلوبة.
استنفار على مدار الساعة
هناك أعداد كبيرة من الوافدين يدخلون عبر المعابر الحدودية مع لبنان.. لو تحدثنا عن جاهزية الوزارة والاستعدادات لاستقبالهم؟
تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بالوقوف إلى جانب أشقائنا في لبنان، من دون استثناء، ومن دون تردد، تعمل وزارة الإدارة المحلية والبيئة/اللجنة العليا للإغاثة بكل إمكاناتها لتقديم ما يلزم للإخوة الوافدين من لحظة دخولهم حتى وصولهم إلى مراكز الإيواء أو أماكن الاستقرار المؤقتة أو إلى عائلات مستضيفة، ونتابع الوضع بشكل يومي من خلال المحافظات/اللجان الفرعية للإغاثة بكل مكوناتها للوقوف على تطورات الوضع الراهن وافتتاح ما يلزم من مراكز إيواء وتقديم الخدمات الإغاثية واللوجيستية والصحية للوافدين ومعالجة الحالات الخاصة التي تستدعي تدخلاً فورياً وعاجلاً، كما نتابع مع الوزارات المعنية لاتخاذ القرارات المناسبة، وجرى تخصيص خط ساخن في المحافظات لاستقبال كل الحالات ومعالجتها.
ونستفيد من التجارب والخبرة السابقة الطويلة للجنة العليا للإغاثة واللجان الفرعية للإغاثة في المحافظات في هذا المجال، بكل أعضائها من الجهات الرسمية (وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة التخطيط والتعاون الدولي والشركاء الوطنيين غير الحكوميين من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والأمانة السورية للتنمية والمنظمات الوطنية غير الحكومية، بما يساهم في تقديم الاستجابة بالسرعة والفعالية المطلوبة.
مواكبة كل التطورات
التسهيلات والإجراءات المتخذة لحد الآن وهل من إجراءات جديدة تعملون عليها؟
عقدنا اجتماعاً طارئاً للجنة العليا للإغاثة بتاريخ 28/9/2024، جرى خلاله إقرار آليات العمل اللازمة بموجب كتاب السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 12068/1 تاريخ 26/9/2024 فيما يخص المساعدات الإغاثية المقدمة للوافدين والنازحين في وطنهم في لبنان الشقيق، وتم توجيه السادة المحافظين لتقديم التسهيلات اللازمة لإدخال المساعدات الإغاثية وتسهيل مرورها إلى مستحقيها.
فالوضع الراهن يحتاج إلى مواكبة مستمرة نتيجة التغير في الأعداد، وبالتالي بطبيعة الاحتياجات، لذلك المتابعة مستمرة على مدار الساعة لتأمين كل الاحتياجات للوافدين، وفور حصول أي معوقات نتعامل معها بسرعة.
وبناء على ما شاهدناه في جولاتنا على المراكز الحدودية، وبالتنسيق مع وزارة النقل ووزارة المالية وبتوجيه من السيد رئيس مجلس الوزراء، جرى السماح لكل السيارات التي لم تستكمل أوراقها بالدخول للأراضي السورية وبعدها تجري تسوية إجراءاتها. وكذلك التنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الداخلية لتسهيل مرور الوافدين وتأمين احتياجاتهم بالتنسيق مع المحافظة المعنية والأمانة السورية للتنمية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري. والتنسيق مع وزارة السياحة لاتخاذ القرار بتحفيض نسبة60 بالمئة من تكاليف الفنادق لمن يستطيع النزول بالفنادق مع جاهزية مراكز الإيواء للاستقبال. وكان للتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الدور المهم في تنظيم وتحفيز عمل المنظمات الوطنية غير الحكومية.
ما عدد مراكز الإيواء المجهزة لديكم؟
عدد مراكز الإيواء المفتتحة 17 مركزاً في محافظات حمص وطرطوس وريف دمشق واللاذقية وحماة وإدلب، منها 11 مركز إيواء استقبلت 1235 وافداً و4 مراكز إيواء احتياطية واثنان قيد التجهيز.
ما حقيقة الأسعار الفلكية التي تتقاضاها الفنادق؟ وهل بعضها يسعّر بالدولار؟
خلال جولتنا في حمص أكد وزير السياحة التوجيه بكل القدرات لدعم الوافدين وهناك حسومات وتسهيلات كبيرة.
مرونة كبيرة
كيف تتعاملون مع المستجدات الطارئة وهل هناك خطة محددة لذلك؟
باعتبار أن العملية في بدايتها هناك إعادة تقييم وتعديل مسار بما يتناسب مع المستجدات القائمة، ويجري وضع خطط بديلة لتنظيم عملية وصول المساعدات، وهناك اجتماعات ولقاءات مستمرة مع المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة لدراسة كل الخطط والجاهزية لتوفير كل ما يلزم للإخوة الوافدين.
فالأمر واسع، وله تداخلات كبيرة، وتعديل المسار ببعض الإجراءات مستمر، وفي حال تبين لنا أن هناك آلية أو إجراء معيناً غير مناسب نعدلها فوراً.
استجابة مستمرة للنازحين داخل لبنان
ماذا عن المساعدات المقدمة للنازحين داخل الأراضي اللبنانية..؟
الحكومة السورية بالتعاون مع المجتمع المحلي تقدم كل مافي وسعها لدعم كل النازحين داخل لبنان، وهناك تسهيلات كبيرة منحت من تأمين مرور وتحميل وعبور مباشر، بحيث يتم استلام المواد مع ضمان وصولها للمستفيدين، والهلال الأحمر العربي السوري مكلف من خلال عمله وتمثيله في اللجنة العليا للإغاثة باستلام هذه المواد وإيصالها للمركز الحدودي وترفيقها وضمان وصولها بأسرع وقت ممكن للمستحقين.
توسيع القاعدة الأفقية
أبرز المعوقات والتحديات التي تواجه عملكم حاليا؟
هي ليست تحديات بالمعنى الحقيقي، ولكن في الاستجابة الطارئة العدد متغير، وبما أن الأعداد متغيرة، فتكون الاستجابة بحاجة إلى تحديث وتطوير مستمر وفق المستجدات، ولكننا نعمل على توسيع القاعدة الأفقية في تنفيذ الاستجابة، ولذلك فاللجنة العليا للإغاثة واللجان الفرعية في المحافظات برئاسة المحافظ والمنظمات والهيئات العاملة في الشأن الإنساني والجهات العامة التي تتبع للوزارات المعنية بالشأن الإنساني والاستجابة الطارئة، حيث يتم العمل في كل قطاع بالتنسيق التام مع الجهة العامة المعنية حسب اختصاصها.
السعي مستمر للحصول على مزيد من الدعم
ماذا قدمت المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في سورية؟
الاستجابة الطارئة الأسرع دائماً تكون من جانب الدولة والشعب السوري، وهناك جهود لاستقبال الوافدين وتأمين احتياجاتهم.
ويوجد بعض المنظمات الأممية كالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية غير الحكومية في المراكز الحدودية لتقييم الوضع والوقوف على الاستجابة الممكن تقديمها، وسننسق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدعوة المنظمات غير الحكومية لتوثيق الاستجابة فيما بينها وقد اجتمعنا مع رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية السيد غونزالو غابرييل فارغاس يوسا والوفد المرافق، وبحثنا إمكانات ومجالات التعاون في سبيل تقديم الدعم اللازم للوافدين، والسيد يوسا أكد لنا أن المفوضية وفي ظل الأوضاع الحالية ستعمل على بذل المزيد من الجهود لتأمين الاحتياجات الضرورية والعاجلة للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين، وعلى التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة للحصول على مزيد من الموارد الإضافية، بما يمكنها من الاستجابة على نحو أسرع لتقديم المساعدات، وبدأت بالفعل تقديم الاستجابة اللازمة.
دور كبير للمجتمع المحلي
عمل المجتمع المحلي رافد ومكمل لعملكم كيف ساهمت استجابته السريعة في دعم جهود الإغاثة؟
هناك مشاعر محبة وتضامن كبير لدى الشعب السوري تجاه الإخوة اللبنانيين والسوريين الوافدين، وعدد كبير من العائلات استضافت الوافدين، وقدمت لهم كل ما في استطاعتها.
وخلال زيارتنا إلى أحد الأديرة التي استضافت الوافدين رأينا مشاعر المحبة والتضامن الكبيرة، حيث الرعية بنفسها تطبخ وتوزع الطعام على الوافدين، الذين عبّروا عن مشاعرهم الطيبة تجاه سورية وعن ارتياحهم لهذه الاستجابة التي تقدم مع محبة خالصة.
الإمكانيات المتوافرة
ما الإمكانات المتوافرة لدى سورية حالياً؟
نعمل جهدنا بالتعاون مع المجتمع المحلي لتقديم كل ما بوسعنا ورغم الظروف الراهنة التي تمر بها سورية لم يكن هناك تقصير تجاه أي وافد، وذلك عملاً بتوجيهات السيد الرئيس الذي أعطى الأولوية لهذا العمل.
وكما يعلم الجميع بأن المنظمات الأممية والدولية خفضت حجم المساعدات المقدمة لسورية، حيث يبلغ عدد السلل الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي في عام 2024 نحو 200 ألف سلة غذائية مقابل أنه كان سابقاً يوزع 850 ألف سلة شهرياً، وهذا الفارق كبير جداً وأثر في المستفيدين السوريين، فما بالك اليوم وقد ازداد الضغط والاحتياج بشكل أكبر؟ وكذلك الدعم المقدم من بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد انخفض بنسبة كبيرة عن الأعوام السابقة.
الإعلام رديف لنا
بخصوص العمل الإعلامي والتغطية لمجريات هذه الاستجابة ما أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام؟
يعد الإعلام أحد المكونات الرئيسية ورديفاً حقيقياً للعمل الإغاثي والإنساني، وهو حاضر معنا دائماً، وفي قلب الاستجابة الطارئة، لأنه يسلط الضوء على كل الجهود المبذولة وعلى مكامن الخلل لإصلاحها، ونحن جاهزون للأخذ بكل المقترحات التي من شأنها تحسين وتحديث الأطر والإجراءات اللازمة لإنجاز لاستجابة الطارئة في هذا الظرف الصعب الذي يتطلب تضافر كل الجهود والإمكانيات.