توقعات بأن تكون العقود التصديرية كبيرة حصيلة لـ«معرض الصادرات»… فياض لـ«الاقتصادية»: حصيلة العقود ستكون إيجابية وداعمة للصادرات السورية رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية لـ«الاقتصادية»: خلال أيام سنعرف أعداد العقود الموقّعة والطلب على المنتجات النسيجية والغذائية
|أمير حقوق
مازال معرض «إكسبو سورية» للصادرات السورية يلقى أصداء إيجابية في الأوساط الاقتصادية وخاصة الصناعية، وحسب الخبراء والأكاديميين فإن المعرض أعاد الألق والتنافسية للصناعات السورية بمختلف قطاعاتها وأنواعها، وهو رمز إيجابي ومبشر لعودة المنتجات السورية للأسواق العربية والعالمية، وكانت أصداء المعرض قد وصلت إلى الدول العربية، وقد شكل الحضور العربي سمة خاصة في المعرض، والذي يسهل طريق التصدير للصناعات والمنتجات السورية للدول العربية عبر توقيع العقود التصديرية بمختلف القطاعات الصناعية والإنتاجية.
والتصدير محرك أساس ومحوري في عملية الاقتصاد، لكونه يعد أحد أركانه الأساسية، وذلك لتأمين عملية التصدير وتصريف المنتجات وإيجاد أسواق خارجية للفائض الإنتاجي، وبالتالي ازدياد القطع الأجنبي لخزينة الدولة وتنشيط وتسريع العملية الإنتاجية وتكثيف طاقتها الإنتاجية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على توفير فرص العمل والقضاء على البطالة وتحسين الوضع المعيشي، وإذا عكسنا تحليل نتائج وآثار معرض «إكسبو سورية» للصادرات السورية، فنجده طريقة فعّالة وآمنة لتسهيل عملية تصدير المنتجات السورية للأسواق العربية، ومن ثم تنشيط عملية الإنتاج السورية وتأمين منافذ وأسواق لتصريف هذه المنتجات وتأمين القطع الأجنبي الذي يؤدي لتحسين قيمة الليرة السورية وتحسين سعر الصرف، من خلال العقود التصديرية للمنتجات والصناعات عبر التجار العرب الذين حضروا المعرض وتعرفوا على واقع الصناعات السورية.
الترويج للمنتج السوري
معرض «إكسبو سورية» للصادرات السورية حقق نجاحاً كبيراً، وطلبنا من الحكومة أن يكون دورياً لإسهامه في التعريف على المنتج السوري لكونه ينوع الصادرات ويزيد من قيمتها، وزار المعرض أكثر من 3000 زائر عربي، و40 ألفاً من داخل المحافظات، كما استطاع المعرض صنع الترويج المهم للمنتج السوري، حسب ما أشار إليه رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية غزوان المصري خلال حديثه مع «الاقتصادية».
في الأيام القادمة
وبرأي المصري فإن مثل هذه المعارض تزيد من نسبة التصدير وبالتالي تزيد من تشغيل المصانع، فالمصانع التي تعمل بطاقة 30 بالمئة يمكن أن تصل إلى طاقة عمل مئة بالمئة من خلال هذه المعارض، لأن القوة الشرائية ضعيفة في سورية، وبالتالي يوجد فائض بالإنتاج، وهذا ما يفتح منفذاً خارجياً للإنتاج والمنتجات المحلية، ولجهة توقيع العقود التصديرية عربياً، حيث كان هناك حضور عربي في المعرض كاليمن وليبيا والعراق ولبنان والسعودية والكويت وغيرها الكثير من الوفود العربية، وفي الأيام القادمة سيتبين عدد العقود الموقعة وجهة هذه العقود، لأنه في أيام افتتاح المعرض قام التجار العرب بالتعرف على المنتجات المعروضة ودراسة هذه المنتجات، وبعد أيام يتبين معرفة من سيوقّع العقود.
والعقود التصديرية كان أكبر قدر منها للقطاع النسيجي وبعده القطاع الغذائي، ونحاول تقديم الدعم الأكبر للقطاعات الكيميائية والهندسية من حيث موضوع التصدير، ونطالب بدعمها من الحكومة، لكون القطاع النسيجي والغذائي حققا النجاح المطلوب، حسب المصري.
بدء تعافي الاقتصاد
ورأى أن معرض إكسبو نجح عربياً وكان رسالة للغرب بأن سورية حاضرة بصناعتها، على الرغم من الأزمة التي مرت بها سورية إلا أن الصناعة لم تتوقف أبداً، واليوم للصناعات وللمنتجات السورية حصة بالسوق الخارجي، وهذه المعارض تكون للترويج للمنتج السوري لاستعادة الأسواق الخارجية، وأيضاً هذا المعرض يشير إلى بدء تعافي الاقتصاد، وتعافي القطاع الصناعي بشكل خاص الذي أثبت استحقاقه للدعم المقدم له.
المعارض رئة الاقتصاد
وللمعارض دور مهم في الاقتصاد الوطني، فتسويق المنتجات محلياً أو خارجياً يكون عبر المعارض، فالجناح الغذائي ضمن المعرض كان متطوراً جداً، والزوار العرب لاحظوا وشاهدوا التطور بهذا القطاع الذي فاق توقعهم وصول القطاع الغذائي إلى هذا التطور من ناحية الجودة وغيرها من النواحي، وبالتالي هذه المعارض تكون رئة للاقتصاد من حيث تحريك الإنتاج وتشغيل اليد العاملة وغيره، حسب توصيف المصري.
سيزيد الدعم
وهذا المعرض سيحفز على زيادة الدعم للصناعة وللصناعيين وتذليل العقوبات، ولولا دعم الحكومة وتواصلنا الدائم مع الحكومة واللجنة الاقتصادية وحل معوقات التصدير، لما كان تحقيق نجاح المعرض بهذا الشكل، وهذا النجاح هو ثمرة تضافر الجهود مع الحكومة والوزارات والاتحادات، وفي الفترة الماضية شاهدنا توصيات من اللجنة الاقتصادية بناء على طلب اتحاد غرف الصناعة، وأي طروحات يتم تقديمها نحصل عليها ضمن المتاح، وفق ما ختم المصري حديثه مع «الاقتصادية».
2800 رجل أعمال
من جانبه، اعتبر مدير هيئة دعم وتنمية الصادرات السورية ثائر فياض خلال حواره مع «الاقتصادية»، أن معرض «إكسبو سورية» هو رسالة للعالم بأن الصناعة السورية تعافت، والمعامل السورية التي تدمرت أعادت انطلاقها من جديد، وبدأت عملية إنتاجها، وحوالى 2800 رجل أعمال عربي زار المعرض من عدة دول عربية، ليطلعوا على واقع الصناعة السورية ومواصفاتها ولتوقيع العقود وفتح أسواق عربية للمنتجات السورية من جديد، فبعد انقطاع الصادرات السورية وانعدامها بفترة من الفترات، بدأت الاستئناف والتعافي وإعطاء صورة مثالية للعالم عن تعافي الصناعة السورية وتعافي الاقتصاد السوري، وهذا المعرض بدوره سينشّط عملية التصدير، ويمكن أن تكون الصادرات السورية في الفترة المقبلة ضعف الواقع الحالي، وهناك كمية كبيرة من الصناعات والمنتجات المحلية ستصدّر للأسواق الخارجية.
أهمية اقتصادية
ومن المعروف أن عماد الاقتصاد الاستيراد والتصدير، وإذا كان الاستيراد أكثر من التصدير فيكون هناك عجز بالميزان التجاري، وفي العام 2023 كانت قيمة الصادرات تقريباً 954 مليون يورو، وهذه الإيرادات من القطع الأجنبي ستزيد كمية الإنتاج بشكل كبير، وباستطاعة المنتجات أن تغطي السوق المحلية وتصدّر للأسواق الخارجية، وكلما زادت كمية القطع الأجنبي لدى الدولة تحسّنت قيمة العملة المحلية وتحسن سعر الصرف، وبالتالي سينعكس على تحسّن عيشة المواطن إيجاباً، حسب فياض.
حصيلة العقود ستكون إيجابية
العقود التصديرية تم توقيعها مع الجهات والشركات الخاصة، فإذا لم تقدم لنا العقود ولم يطلب الدعم، عندها، لا يتبين معنا الآن ستكون حصيلة إيجابية جداً أو سوف يتبين معنا في نهاية العام من خلال حساب قيمة صادراتنا، ولكن كعدد رسمي لا يتبين معنا الآن، وهناك دراسات الآن من التجار العرب حول الصناعات والمنتجات لتحديد وتوقيع العقود، والمعرض كان مرحلة تعريف بالمنتج السوري، والقطاع الغذائي والنسيجي، ستكون حصيلة العقود فيه إيجابية جداً ومرتفعة على باقي القطاعات، حسب رؤية فياض.
حضور عربي
وأعتقد أن المعرض نجح عربياً من خلال وجود التغطية الإعلامية العربية له من دون الطلب منهم، وكان الحضور من عدة دول عربية كالعراق ولبنان والسعودية والإمارات العربية المتحدة، وهذا بدوره سيؤدي لتقديم الدعم الأكبر للصناعات وللصناعيين لأهميتها في تأمين القطع الأجنبي وتشغيل اليد العاملة وتوفير فرص العمل.
وأشار فياض في ختام حديثه إلى أن معرض «إكسبو سورية» هو ثمرة تحضير استمر لأكثر من خمسة شهور على أرض الواقع، بالتعاون مع اتحاد المصدرين العرب واتحاد غرف التجارة واتحاد غرف الزراعة والمؤسسة العامة للمعارض وجميع المعنيين، والراعي الأكبر لهذا المعرض كان الحكومة.
يشار إلى أن معرض «إكسبو سورية» 2024 للصادرات السورية بنسخته الأولى، افتتح في 4 أيلول الماضي واستمر لمدة خمسة أيام على أرض المعارض الجديدة في ريف دمشق على مساحة 50 ألف متر، بحضور عدد من الوزراء كوزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ووزير الصناعة ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومحافظي دمشق وريفها ووفود عربية وأجنبية، وبمشاركة الفعاليات الاقتصادية والتجارية والصناعية وقطاع الأعمال عبر 600 شركة سورية.
وشمل معرض «إكسبو سورية» 2024 بدورته الأولى الصناعات النسيجية والكيميائية والغذائية والهندسية والمعدنية والجلديات والبلاستيكية ومواد التجميل والدوائية والطبية والصناعات الفندقية.
الجدير ذكره، أنه يجب توجيه وتقديم الدعم للصناعيين، وحل معاناتهم والصعوبات التي تعترض عملية الإنتاج، ودراسة القصور في الصناعات لتقديم الخطط والأفكار التي تناسب عملية الإنتاج الصناعي، والاعتماد على الصناعات التحويلية لتخفيف كمية الاستيراد، وتشجيع عملية التصدير، وبالتالي تشجيع عجلة الاقتصاد الوطني من خلال تأمين كميات كبيرة من القطع الأجنبي وتوفير الآلاف من فرص العمل، وبالتالي تحسين المستوى المعيشي للأسر السورية، وهذا بدوره يسهم في تحقيق أكبر قدر من الفائض الإنتاجي بمختلف الصناعات والمنتجات السورية المحلية والنهوض بالواقع الصناعي.