العناوين الرئيسيةشؤون محلية

سورية تستهلك 5500 طن طحين يومياً.. رغيف الخبز قصة لم تنضج بعد!!… مدير المخابز لـ«الاقتصادية»: لا ننفي وجود مخالفات وهناك تصرفات فردية

| أمير حقوق

تعتبر مادة الخبز من أكثر السلع أهمية وطلباً، لكونها المادة الأساسية في الوجبات الرئيسية لكل الأسر بمختلف طبقاتها الاقتصادية، ومنذ فترة بدأ العمل بتحسين جودة الرغيف المنتج في الأفران كافة، وأصبحت أهمية وأولوية وضرورة تتابعها الجهات المعنية لتحسين المادة المنتجة، فقد بدأ الحديث عن تحسن جودة الرغيف عبر اتباع عدة آليات وخطط معينة أدت دورها بالشكل الصحيح لتحسين مادة الخبز، سواء بجودة الرغيف المقدم أم بوزن الربطة التي تباع للأهالي.
وبناء على أهمية «مادة الخبز» كسلعة أساسية، «الاقتصادية» فتحت ملفها لمعرفة السياسة المتبعة لتحسين جودة الرغيف، وما الكمية المنتجة يومياً من مادة الخبز؟ وكيف تتم مراقبتها؟ والحديث عن واقع قطاع المخابز بشكل عام وبعض التجاوزات والمخالفات.

تحسين جودة الرغيف
وفي حوار خاص مع «الاقتصادية»، أوضح مدير مؤسسة السورية للمخابز مؤيد الرفاعي أن المؤسسة السورية للمخابز تقوم بتأمين احتياجات المواطنين من الخبز في جميع المناطق السورية، حيث تتوزع بشكل أفقي مدينة وريفاً، وتعمل المؤسسة بتوجيهات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وحرص الدولة على تطوير منظومة الخبز وضمان توفير رغيف خبز جيد ومطابق للمواصفات القياسية والصحيحة وضمان وصول دعم الخبز، حيث رسمت المؤسسة سياسات واضحة لإنتاج رغيف الخبز بهدف تحقيق الغرض المطلوب على أرض الواقع، وتعمل المخابز اليوم بكفاءة عالية، وتقوم المؤسسة بالعمل الدائم والمستمر على تحسين الخدمات التي تقدمها، وأولها جودة رغيف الخبز من خلال المتابعة الدائمة لعمل المخابز وصيانتها بشكل دوري والعمل على تأهيل وتحديث المخابز في المحافظات كلها ضمن خطتها لإنتاج رغيف خبز يرضي الجميع.
أما فيما يتعلق بتفاوت جودة الرغيف، فهناك عوامل عديدة منها الخبرة وحداثة الآلات ونوعيات الدقيق والحالة الجوية التي تؤثر في العجين ومساحة صالة الفرن ونوعية الطحين، وفقاً للرفاعي.
كما أشار الرفاعي في حديثه إلى أن هناك تحديثاً دائماً للمخابز بشكل دوري حسب العمر الزمني للآلات وطاقتها الإنتاجية، كما جرت إعادة تأهيل خطوط إنتاج لمخابز عدة في المحافظات وتزويد البعض بالطاقة الشمسية، إضافة إلى إعادة بناء ما دمرته المجموعات الإرهابية أو الزلزال الذي ضرب سورية في شباط من العام الماضي، ويتم ذلك بالتعاون مع المجتمع المحلي والمنظمات الدولية العاملة في سورية، وبالنسبة لعدد المخابز التي تم تحديثها فقد تجاوز الـ150 مخبزاً، أي بنسبة تفوق 70 بالمئة من المخابز.

5500 طن يومياً

وكشف الرفاعي أنه يتم تأمين الطحين من خلال المؤسسة السورية للحبوب بشكل دوري، من دون أي انقطاع وتصل كمية الطحين إلى 5500 طن طحين يومياً بنسبة 51 بالمئة منها للمخابز العامة و49 للمخابز التموينية الخاصة، أما فيما يتعلق بالمشتقات النفطية الأساسية لعمل المخابز، فالمشتقات النفطية تزودنا بها شركة محروقات بشكل دوري، تم الاعتماد على الطاقة الشمسية في بعض المخابز كحريتان في حلب وابن العميد في مدينة دمشق.
وحول الشكاوى بخصوص وزن ربطة الخبز، فكل الشكاوى التي ترد إلى المؤسسة تتم معالجتها بشكل فوري، وذلك بالتنسيق مع إدارات فروع المؤسسة بالمحافظات من خلال تكليف عناصر الرقابة الداخلية بتحري مضمون هذه الشكاوى والتأكد من صحتها ومحاسبة المسؤولين عنها وتغريمهم بفروقات نقص الوزن في حال ثبوتها، حيث تحتسب قيمة التغريم لكمية النقص التي تم ضبطها بواقع ثلاثة أضعاف التكلفة الفعلية لإنتاج ربطة الخبز. وفقاً لما أشار إليه الرفاعي.

وجود حالات فردية

وفي سياق الحديث، تحدث الرفاعي قائلاً: لا نستطيع أن ننفي وجود مخالفات منسوبة لبعض المخابز التابعة للمؤسسة تتعلق بإنتاج وتوزيع مادة الخبز التي تحدث في الأغلب، نتيجة خلل فني أو توقف مفاجئ بخطوط الإنتاج مع وجود حالات فردية منسوبة لمدير مخبز هنا أو مشرف هناك، لكن يبقى تعداد هذه المخالفات في المخابز العامة بسيطاً مقارنة مع المخابز الأخرى، مع تأكيد أن اهتمام الوزارة والمؤسسة ينصب على تقديم رغيف خبز جيد، ولا نتسامح أبداً مع أي خلل بهذا الموضوع.

إجراءات احترازية
وفي ختام حديثه مع «الاقتصادية»، بيّن مدير المؤسسة السورية للمخابز أن الازدحام على الأفران مرتبط بالدرجة الأولى بعدد سكان المنطقة الموجود فيها المخبز وبساعات الذروة لشراء الخبز ناهيك عن جودة الخبز في تلك المخابز المزدحمة، موضحاً أن الازدحام لا يعني أن المؤسسة هي من تفتعل ذلك وتتقصد، لا بل على العكس تماماً من مصلحة وأولويات المؤسسة الحد من ظاهرة الازدحام، واتخذت مجموعة إجراءات خففت من هذه الظاهرة، كإقامة أكشاك وزيادة منافذ البيع والمعتمدين والتنسيق مع الوحدات الشرطية والإدارية وغيرها من الإجراءات.

إدارات نزيهة
من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي أكرم عفيف في حديثه لـ«الاقتصادية» أن في الفترة الأخيرة تحسنت جودة رغيف الخبز، أما أسباب التفاوت بجودة الرغيف من حيث وزن الربطة ونوعية الرغيف فتتمثل في عدة نقاط، منها حصول بعض الجهات مجاناً من مادة الخبز وبيعها مرة أخرى، وأيضاً سوء آلية الإنتاج في بعض المخابز ببعض المناطق، وأيضاً وجود فساد في هذه الحلقة، ولكي تبقى جودة الرغيف مناسبة ومتكافئة تتطلب إدارات نزيهة وكفؤة، وطحيناً جيداً وخميرة ذات نوعية جيدة.

يعد سلوكاً سليماً
واقترح الخبير عفيف أنه يجب تحسين أجور العاملين في قطاع المخابز، من غير المعقول أن يتقاضى العمال عن عملهم طوال اليوم بين 25 و30 ألفاً، وبالتالي أي سلوك ينتج عن العمال أو الإدارة يُعد سلوكاً سليماً، حتى هؤلاء الذين يخفضون وزن ربطة الخبز.

وتحويل الدعم العيني للدعم النقدي لمادة الخبز أفضل إجراء اتخذته الحكومة، ولكن لا داعي بعد هذا الإجراء للبطاقة الذكية لكون المبلغ المالي أصبح مع المواطن، وبالتالي يختار حصته من مادة الخبز من أي فرن يختاره، وبالتالي ستنشأ منافسة حقيقية بين الأفران من حيث جودة الخبز المنتج، وهذا بدوره يساهم بشكل إيجابي وكبير ومهم بتحسين جودة الرغيف، بحسب اعتقاد الخبير عفيف.

توضيح

يشار إلى أنه في شهر حزيران الماضي، قررت الحكومة السورية تحويل الدعم العيني لمادة الخبز إلى الدعم النقدي، وفي لقاء إعلامي سابق أوضح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم علي، أن الحكومة اعتمدت منذ فترة من الزمن تحديد المستهدفين الذين يستحقون الدعم، وعدد بطاقات الأسر تتجاوز 4,1 ملايين، وحول المبالغ النقدية التي ستصل لحساب صاحب حق الدعم عبر حسابه المصرفي هي الفارق بين سعر ربطة الخبز المحدد وبين فارق التكلفة النهائية الذي سيصل إليه سعر ربطة الخبز.
وشرح الوزير علي أن التكلفة الحقيقية اليوم لربطة الخبز تتراوح بين 8400 و8600 ليرة سورية حسب مدخلات الإنتاج وسعرها الحقيقي كالمازوت والخميرة والطحين وأجور اليد العاملة والمحروقات التي تستخدم في عملية الخبز، والهدف أن يصل الدعم لصاحبه ولصاحب الاستحقاق المباشر، ولكن سيكون سعر التكلفة مباشراً في المرحلة الأولى، وبيّن أنه لا يمكن الوصول إلى حالة الطموح التي يتمناها في خدمة المواطن بالضرورة، ولكن يتم السعي بكل ما لديهم من وسائل وإمكانيات لخدمة هذا المواطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى