الطارئون يسيطرون على مشهد انتخابات التجار… تسريبات عن قائمة دمشقية تشكلت وأخرى قيد التشكيل مع توسّع نشاطها داخلياً وخارجياً… صافي لـ«الاقتصادية»: إغلاق باب الترشح و5 غرف أعلنت أسماء المقبولين

|شادية إسبر

عندما نخوض في تفاصيل عالم المال والأعمال نجد انتخابات مجالس غرفه لها خصوصية وأبعاد متشعبة، فالمعنى الحقيقي لمصطلح «رجل الأعمال» بات حمّال أوجه ويُلقى جزافاً، فليس كل من يملك المال هو رجل أعمال أو تاجر بالمفهوم الأعمق للكلمة، القصة كما يراها البعض تعتمد على الأصالة في الكار لما له من حساسية في دورة الاقتصاد وأثر على حركة المال والسلع والأسعار، وصولاً إلى الدور والبعد المجتمعي، في حين وجهة نظر أخرى تقول: إنها ساحة يجب أن تكون مفتوحة أمام الجميع، والانتخابات كما التجارة ربح وخسارة، و«الأشطر» من يثبّت أقدامه، كما أن الغرف ككل كيان تحتاج إلى دماء جديدة لتأخذ دورها المنوط بها.
بعيداً عن اختلاف الآراء أو اتفاقها في التحليلات، ولمعرفة كيف يتداعى المشهد تباعاً، واصلت «الاقتصادية» الرصد الميداني للمرحلة الانتخابية التي تجري في غرف التجارة وغرف التجارة والصناعة المشتركة في المحافظات.
رئيس لجنة الإشراف العام على انتخابات غرف التجارة وغرف التجارة والصناعة المشتركة زين صافي، أكد خلال تصريح خاص لـ«الاقتصادية» نهاية الدوام الرسمي ليوم الخميس الواقع في 5 أيلول الجاري، أن جميع الغرف في المحافظات أغلقت باب الترشح لعضوية مجالس إداراتها، عدا غرفة تجارة وصناعة الرقة المستمرة باستقبال طلبات الترشح حتى السادس من أيلول الجاري.
وعن تفاصيل الدراسات التي تجريها اللجان، والقرارات التي صدرت بخصوص قبول طلبات المترشحين وأعدادهم، أوضح صافي أن الغرف التي أصدرت القوائم النهائية للمترشحين المقبولة طلباتهم هي: دمشق (33 مترشحاً)، وريف دمشق (13 مترشحاً)، وإدلب (6 مترشحين)، والحسكة (11 مترشحاً)، والسويداء (8 مترشحين).
وبخصوص المدة المتوقعة لانتهاء باقي لجان الغرف من دراسة الطلبات والاعتراضات، قال صافي: أن آخر موعد هو 16 /9/2024.

التجارة الدمشقية

في الأوساط التجارية الدمشقية، وبعد أن تم البت بالاعتراضات المقدمة من 5 مترشحين من بين مَن تم رفض طلبات ترشحهم في القرار الصادر سابقاً عن اللجنة المشرفة على انتخابات غرفة تجارة دمشق، تشتد المعركة الانتخابية بين المترشحين الذين وصل عددهم إلى 33 بعد قبول اعتراض مترشحين اثنين، وفق مصادر لـ «الاقتصادية» من داخل الغرفة، حيث أضافت المصادر: أن من بين العدد الكلي الـ 33، يوجد 28 مترشحاً من الشريحة الأولى (درجة أولى وثانية) و5 مترشحين شريحة ثانية (درجة ثالثة ورابعة).
المنافسة على 12 مقعداً انتخابياً في مجلس إدارة الغرفة باتت حديث قطاع الأعمال في أسواق دمشق، مع تسرّب معلومات لـ «الاقتصادية» تفيد بأن عدداً من المترشحين شكلوا قائمة لخوض الانتخابات مجتمعين، ضمت 10 مترشحين من الشريحة الأولى ومترشحين من الثانية، كما أن عدداً آخر في طور تشكيل قائمة ثانية، لتكون أمام أعضاء الهيئة العامة للغرفة خياراتهم.
وبقياس المزاج العام بين هذه الأوساط، وبمتابعة تصريحات وآراء رصدتها «الاقتصادية»، بدا رجاء الأغلبية ألا يترك ذوو الأصالة الساحة لغيرهم من غير الأكفاء، بمعنى انحسار المؤصلين على حساب الطارئين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنها ليست دعوات ضد شريحة الشباب، بل هي للحفاظ على أسماء مشهود لها ببصمات مهمة في المشهد التجاري ولها تاريخها الوطني، فالغرف المعنية، بالإضافة إلى مسؤولياتها تجاه حقوق المنتسبين إليها، والعمل على تحقيق مصالحهم وتمثيلهم بأحسن وجه، لها أيضاً مسؤوليات على مستوى الاقتصاد الوطني في تنفيذ السياسات الاقتصادية، والمساهمة في بنائها للنهوض والنمو والتنمية بمفهوم النفع العام والربحية للجميع.
وبمقارنة الأعداد وبالنظر إلى التعديلات، حيث باتت الدرجة تنتخب بعضها، فإن المرشح يفوز بمعدل 300 صوت على أكثر تقدير، وتحديد الشرائح قلل فرص سعي البعض لاتباع طرق كانت سائدة سابقاً، وفق رأي مصادر خاصة للاقتصادية.
في العلن وبين الكواليس، لا تخلو أجواء قطاع الأعمال الدمشقي من تجاذبات مبنية على اعتبارات شخصية، وهو ما يعتبره البعض تهديداً خطيراً يتمنون ألا يتسع ويبقى ضمن أطره الضيقة، حيث ارتفعت أصوات العقلاء داعية الناخبين للاختيار المبني على أسس سليمة بعيداً عن العلاقات الشخصية، والخروج من العباءة التقليدية التي تبني قراراتها وتدلي بأصواتها على مبدأ «الفزعة» للصديق.

في غرفة تجارة وصناعة طرطوس التي وصل عدد المنتسبين لها إلى 6000، وفق مصادر عدة غير رسمية، تشهد هذه الدورة الانتخابية معركتها الأكبر، حيث لأول مرة سيكون انتخاب 18 عضواً بدلاً من 12، إذ صدر قرار من وزير التجارة الداخلية مؤرخ في 13 /6/ 2024، نصّ على زيادة عدد أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة طرطوس لثمانية عشر عضواً، وذلك بدءاً من الدورة الانتخابية القادمة (2024- 2028)، أي التي تجري حالياً.
رئيس لجنة الإشراف العام على الانتخابات ورداً على سؤال « الاقتصادية « عن أسباب القرار وأهميته، أجاب أنه تم رفع عدد أعضاء غرفة تجارة وصناعة طرطوس إلى 18 عضواً نظراً لتوسّع أعمال الغرفة ونشاطها وفعاليتها الاقتصادية على المستويين الداخلي والخارجي، وتزايد عدد المنتسبين والمسجلين لديها من تجّار وصناعيين، ولأحكام المادة 38 من القانون رقم 8 لعام 2020.
بذلك يصبح عدد أعضاء ممثلي الغرفة في اتحاد غرف التجارة السورية عضوين بدل العضو الواحد، وبما أن عدد المترشحين ازداد، فهذا يعني أن التجاذبات ستشتد، والاتجاهات لمعركة حامية الوطيس مع اختلاف الآراء حول أهداف المنافسة تبدو تحليلاً أقرب إلى الواقع.

التجارة الحلبية.. غرفة بقوة تاريخ

إلى حلب الحاضرة بقوة على مرّ التاريخ في أي حديث اقتصادي، فهي ملتقى قوافل التجّار على طريق الحرير، وعاصمة الاقتصاد السوري وحاضنة نمائه، تاريخ أسواقها مرصّع بحاضر انتصارها، فما الذي يجري في تحضيرات غرفتها الأعرق ؛ والتي تُعتبر من أقدم غرف التجارة في العالم العربي وأحسنها سمعة، والتي (أنشئت عام 1885)؟
مصادر «الاقتصادية» من داخل الغرفة، كشفت أن عدد الذين تقدموا بطلبات الترشح لانتخابات مجلس إدارتها بلغ 34 مسجلاً، ولم تصدر نتائج دراسة لجنة الإشراف الخاصة بالغرفة للطلبات، ولم تُعلن اللجنة أي شيء حتى الآن حول المقبولة طلباتهم.
عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب محمد صالح الملّاح للدورة الحالية التي باتت في نهاياتها، والذي نأى بنفسه عن خوض الانتخابات للدورة القادمة، أكد في تصريح لـ «الاقتصادية» أنه داعم لجيل الشباب المؤمن بأن غرفة تجارة حلب حاضنة وخادمة لمجتمعها التجاري.

الناخب الملّاح الذي شغل مواقع عدة في غرفة التجارة في حلب لمدة 26 عاماً، تنوّعت بين عضو مجلس وأمين سر ورئيس ونائب رئيس اتحاد، تمنى أن ينجح الأجدر لمتابعة المسؤولية بأمانة وليعود رونق غرفة تجارة حلب أفضل مما كان عليه.
ومن منطلق خبرته الكبيرة في الغرفة وإدراكه لحجم مسؤولية الاختيار، وتأكيداً على هدفه الأول والأخير وفق تعبيره أن تبقى غرفة تجارة حلب في الريادة قولاً وفعلاً، تمنى الملّاح أن يصل الشخص الأهل بكسب ثقة تجار حلب ليقود المرحلة الصعبة ويسهم بفاعلية في النهوض بالاقتصاد الوطني، ويكمل بكل أمانة طريق السابقين.

بقائمة غير نهائية

18 مترشحاً لغرفة حماة والانتخاب 3 تشرين الأول في حماة، المشهد لا يختلف كثيراً، فعبر قرار مؤرخ في 3 أيلول، أعلنت لجنة الإشراف على انتخابات غرفة تجارة حماة قبول طلبات 18 تاجراً ممن تقدموا بطلبات ترشح لخوض الانتخابات، وضمت القائمة 14 مترشحاً من الدرجة الأولى، ومترشحين من الثالثة، إضافة إلى مترشح من كل من الدرجتين الثانية والرابعة، لكن القائمة غير نهائية، فاللجنة أعطت الذين تم رفض طلبات ترشحهم مهلة لتقديم طلبات اعتراض تنتهي بموعد أقصاه نهاية الدوام الرسمي في الغرفة اليوم الأحد الواقع في 8 أيلول 2024.
وفي إعلان موقّع من رئيسها الحالي يوسف الأصفر، أحاطت غرفة تجارة حماة أعضاء هيئتها العامة علماً بأن موعد إجراء انتخابات الغرفة لدورة 2024-2028 سيكون يوم الخميس الثالث من تشرين الأول القادم في مقرها، من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً.