العناوين الرئيسيةرأي

«الاقتصادية».. لماذا؟؟

| بقلم رئيس التحرير: وضاح عبد ربه

لو سألني أحدهم منذ ثلاثة أشهر فقط إن كنت بصدد إعادة إصدار «الاقتصادية» لأجبته بكل ثقة ومن دون تردد: لا..، فالواقع الإعلامي في سورية لا يسمح بإعادة إصدار مطبوعة- حتى ولو إلكترونية- في ظل غياب المعلن السوري والعربي عموماً، وفي ظل اقتصاد شوهته سنوات الحرب وقلصته العقوبات، فبات مجهول الأرقام وبلا بيانات ولا إحصائيات ولا حتى دراسات، تحكمه سياسة الأمر الواقع وسياسة إطفاء الحرائق، فكانت هويته الوحيدة أنه اقتصاد حرب بامتياز.

لكن، وعلى الرغم من كل ذلك، وبعد سلسلة اجتماعات قادها الرئيس بشار الأسد مع عدد من الأكاديميين والباحثين وخلال لقائه مع اللجنة المركزية الموسعة لحزب البعث، وطرحه لأفكار وإطلاقه لحوارات ونقاشات اقتصادية بحتة هدفها النهوض بسورية، كان لا بد من إعادة إصدار هذه المطبوعة التي كانت وستبقى منبراً مفتوحاً لكل الآراء والطروحات التي يمكن أن تعيد بناء الاقتصاد السوري على أسس سليمة، وخاصة أننا تجاوزنا اليوم أصعب مراحل الحرب وباتت الجبهات محدودة، ويمكن القول: إن مرحلة التعافي بدأت أو ستبدأ قريباً، وكل المؤشرات تدل على أن سورية مقبلة على مرحلة من الازدهار ستحتاج خلالها إلى كل كلمة وكل فكرة تسهم في أن يكون لدينا اقتصاد متين، وهذا يتطلب بكل تأكيد استرجاع ثروات سورية المنهوبة من جهة، وتوفير الطاقة لصناعتنا من جهة ثانية، بحيث تنهض من جديد ويكون هناك تشجيع حقيقي للاستثمار وخلق فرص العمل، وإعادة استقطاب الكفاءات السورية التي هاجرت بحثاً عن شروط عمل أفضل.

لن تكون المهمة سهلة والمشوار قد يطول، لكن علينا أن نتذكر أن لسورية موقعها الجغرافي المميز ومواقفها السياسية المعروفة والمعلنة، ولدى سورية رجال رفضوا مغادرتها وبقوا فيها يزرعون أرضها، ويشغلون مصانعها ومرافقها العامة وشركاتها ومؤسساتها ومصارفها وفنادقها، وذلك على الرغم من كل الصعوبات الخارجية والداخلية، ولم يستسلموا بل مضوا في الاستثمار وفي التوظيف وهم مؤمنون بأن سورية لا بد أن تعود أفضل مما كانت.

فانطلاقاً من رؤية السيد الرئيس، وكلامه عن ضرورة إصلاح الاقتصاد السوري، عادت «الاقتصادية»، وهذه دعوة لكل الاقتصاديين السوريين ليطرحوا ما لديهم من أفكار، وما نتعرض له جميعاً من مشكلات على الصعيد التشريعي أو الضريبي أو البنيوي، وما الحلول الممكنة، بعيداً عن التنظير والمقارنات غير المقبولة بين سورية ودول عربية أخرى أو أجنبية لم تتعرض لواحد بالألف مما تعرضت له سورية والشعب السوري.

نضع بين أيديكم اليوم هذا العدد الجديد من «الاقتصادية» على أن تعود اعتباراً من نهاية هذا الشهر بشكل أسبوعي منتظم، على أمل أن يحظى باستحسانكم..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى