العناوين الرئيسيةشؤون محلية

«الجمود» من ذهب!! جزماتي: لا ذهب جديداً في الأسواق وأغلب الورش متوقفة عن العمل

26 ألف ليرة ارتفع سعر الذهب في سورية خلال عام واحد

| علي محمود سليمان

«هبطت أسعار الذهب في سورية بشكل كبير خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لينخفض سعر الغرام بقيمة 1200 ليرة سورية بعد أن انخفض سعر غرام الذهب عيار /21/ من 19300 ليرة سورية إلى 18100 ليرة».. هذا ما كان عليه حال أسعار الذهب في سورية في مثل هذه الأيام من العام الماضي 2019، بينما سجلت أسعار الذهب في سورية منذ بداية شهر شباط للعام الحالي 2020 ارتفاعاً كبيراً مقارنة مع مثيلاتها للفترة نفسها في العام الماضي، حيث تراوحت ما بين 44 ألف ليرة سورية في الأول من شباط و42 ألف ليرة سورية في 6 شباط الحالي، أي إنها ارتفعت بأكثر من 26 ألف ليرة سورية خلال عام.
وعن أسباب الارتفاع الكبير للأسعار بيّن رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات بدمشق غسان جزماتي لـ«الاقتصادية» أن الأسباب متشعبة بين أثر الارتفاع العالمي للبورصة الذهبية والتي وصلت إلى 1585 دولاراً.

وعن الأسباب المحلية، بيّن جزماتي أن الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار تسبب بفارق سعري كبير لآلية التسعير التي تتم على أساس السعر الوسطي، ما تسبب بارتفاع أسعار الذهب، والتي أدت بالنتيجة لركود المبيعات وجمود الأسواق، حيث انخفضت بحوالي 90%.
ولفت جزماتي إلى أن أي تخفيض للأسعار في الوقت الحالي سيؤدي لانخفاض سعر الذهب في سورية بفارق كبير عن دول الجوار، ما يشجع على تهريبه بسبب الفارق السعري، وبذلك تخسر البلد كميات كبيرة من الذهب.

سحب تراخيص

أشار جزماتي إلى أن عدد المسجلين في الجمعية بلغ حوالي 4 آلاف اسم، ولكن فعلياً من يزاولون المهنة وعلى رأس عملهم أقل من ذلك، حيث بلغ عدد المسددين للاشتراكات للعام الحالي حوالي 1100 منتسب، فيما تم منح 1000 ترخيص لمزاولة المهنة، منوهاً بأن الجمعية بصدد فصل كل حرفي وصائغ لم يجدد ترخيص مزاولة المهنة منذ عام 2015، وقد أصدرت تعميماً لكل حرفي أو ممارس حرفة الصياغة والمجوهرات ولديه منشأة ولم يحصل على شهادة ممارسة مهنة الصياغة بعد تاريخ 15/2/2020 بأنه سوف يتم إغلاق المنشأة واتخاذ الإجراءات القانونية أصولاً بحقه.
وقد عممت الجمعية على جميع الصاغة والمحال للتقيد بالتسعيرة الرسمية وعدم الالتفاف للأسعار التي تنشرها بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر أسعار للذهب غير واقعية بقصد التلاعب والإضرار بالمواطنين.
وكان الذهب قد وصل إلى أعلى سعر له بتاريخه وهو 46 ألف ليرة سورية وعاد للانخفاض أكثر من 9 آلاف ليرة سورية منذ إصدار المرسومين /3/ و/4/، موضحاً أن ارتفاع الأسعار ألزم الصاغة برفع أجرة الصياغة لتغطي الضياع في المادة نتيجة عمليات الصياغة، مضيفاً بأن أغلبية ورشات صياغة الذهب في دمشق توقفت عن العمل حالياً ولم تغلق بشكل نهائي، ولكن توقفها هو نتيجة الجمود الذي تشهده الأسواق وعدم وجود طلب على المصاغات الذهبية من محال الصاغة.

توقف ورش الذهب

ولفت جزماتي إلى عدم وجود ذهب جديد يتم تداوله في الأسواق، إذ إن أغلب ورش الذهب متوقفة عن العمل حالياً لحين عودة النشاط إلى الأسواق وتحسن المبيع، وبالرغم من ذلك حذر جزماتي من ازدياد نشاط حالات التلاعب والغش في الفترة القادمة، حيث يمكن أن يستغل البعض الارتفاع الكبير في الأسعار لعرض مصاغ مغشوش ومتلاعب به بأسعار مخفضة لجذب المواطنين لشرائه، مشدداً على المواطنين عدم شراء أي مصاغات ذهبية من دون التأكد من دمغتها والحصول على فاتورة نظامية من صاحب المحل، منوهاً باستمرار توقف شحن الذهب إلى القامشلي نتيجة الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية.
وعممت الجمعية على جميع حرفيي صياغة الذهب بأنه يمنع على أي حرفي من بائعي الذهب الكسر بيع أي قطعة ذهب كسر ما لم يكن حاصلاً على ترخيص مزاولة مهنة بيع الذهب الكسر من الجمعية وذلك لمنع التلاعب والغش.

نهاية 2019

وفي نهاية عام 2019 سجل غرام الذهب سعراً بـ 33 ألف ليرة سورية لغرام /21/ قيراطاً، توقفت الجمعية عن تحديد السعر على أساس دولار وسطي بين سعر المصرف المركزي وسعر السوق الموازي، وأصبح التسعير يتم وفق قانون العرض والطلب، لصعوبة تحديد السعر الوسطي في ظل المتغيرات السريعة واليومية لسعر صرف الدولار، وتزامن ذلك مع انقطاع دخول الذهب الخام القادم من الخارج مع التجار، واقتصر مؤخراً على كميات قليلة تدخل مع المسافرين ويتم دفع مبلغ 100 دولار على كل كيلو غرام ذهب خام.
كما تمَّ سحب أقلام الدمغة من جمعية الصاغة في حماة لعدم تمكنها من تسديد المبلغ المطلوب منها لضريبة رسم الإنفاق الاستهلاكي، حيث تم التوصل لاتفاق بين وزارة المالية وجمعيتي الصاغة في دمشق وحلب على تمديد العمل باتفاق المبلغ المقطوع لرسم الإنفاق الاستهلاكي لمدة ثلاثة أشهر، وبالتالي ينتهي في بداية شهر نيسان القادم، إذ تم الاتفاق على الاستمرار بالمبلغ المطلوب تسديده من جمعيات الصاغة، وهو حالياً مقسم بين جمعيتي دمشق وحلب، وبالتالي أصبح المطلوب من جمعية الصاغة بدمشق 62 مليون ليرة سورية، والمبلغ المطلوب من جمعية الصاغة بحلب هو 38 مليون ليرة سورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى