السباق إلى مجلس التجار الدمشقي انتهى.. الوزارة قامت بدورها في إرساء بنية سليمة لعملية انتخابية شفافة ونزيهة.. الوزير المنجد: نأمل أن تخرج الغرف التجارية بشركاء حقيقيين
|شادية إسبر
تنبع أهمية انتخابات مجالس إدارة لغرف التجارة وغرف التجارة والصناعة المشتركة من كون الجميع يتأثر بالعمل التجاري، «فالغرفة التجارية» تخص الجميع تجّاراً وصناعيين، رجال أعمال ومواطنين، ومن المفروض أن يبدأ منها اقتصاد الوطن وخدماته وفق تاجر دمشقي، وهذا منطقي، فالصناعي يحتاج إلى تاجر كي يجلب له مواد أولية، كما يحتاج إلى تاجر كي يصدر أو يسوق منتجاته محلياً وخارجياً، فالعلاقة بين التجارة والصناعة (ركنا الاقتصاد) تكاملية متداخلة لا يمكن فصلها، هما محرك عجلة الإنتاج شبه المتوقفة، ما يعني أن المسؤولية الكبيرة اليوم على كاهل أعضاء الهيئات العامة للغرف في اختيار الأنسب وإيصال الأكفأ، فهل ستنجح الحاجة الاقتصادية للبلاد في فرض نفسها على آراء الناخبين، وتنتصر المصلحة الوطنية العليا على الشخصية الأسرية القطاعية الضيقة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
لا خلاف على أن المسؤولية كبيرة والحاجة للواقعية في قراءة الواقع الاقتصادي، وللإبداعية في استشراف الرؤى المستقبلية، والتشاركية البناءة لبناء السياسات الاقتصادية، والأهم أن يكون البناء على فكر وقيم ومبادئ وسمعة، فأين كل هذا من الواقع الانتخابي الذي انطلق من دمشق؟
غرفة دمشق اختارت
الخميس 26 أيلول الماضي من الساعة الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساء توافد تجار دمشق لاختيار أعضاء مجلس غرفتهم من بين 32 مرشحاً بعد انسحاب أحد المرشحين قبل أيام من تاريخ الانتخاب.
النتائج التي ظهرت على الفور بعد انتهاء العملية الانتخابية التي تمت إلكترونياً بكل مراحلها أظهرت أن الهيئة العامة في غرفة قطاع الأعمال الدمشقي نوعت خياراتها بين القائمتين (تجار دمشق والفيحاء) لتكون النتائج لمصلحة 6 فائزين من الشريحة الأولى وهم (محمد لؤي الأشقر 568 صوتاً، محمد أنس طلس 537 صوتاً، محمد الحلاق 520 صوتاً، محمد حمزة الجبان 470 صوتاً، محمد زهير داود 444 صوتاً، محمد الخطاب 40 صوتاً) في حين الفائزون في الشريحة الأولى من «قائمة الفيحاء» بلغوا 3 مرشحين وهم (ياسر اكريم 515 صوتاً، وباسل الحموي 474 صوتاً، إياد بطل 457 صوتاً)، في حين فاز بالمقعد العاشر المرشح عبد الرحمن النعال بـ468 صوتاً والذي خاض الانتخابات مستقلاً.
أما فيما يتعلق بالشريحة الثانية فقد ذهب المقعدان المخصصان لأعضاء مجلس الإدارة لهذه الشريحة إلى مرشحي قائمة تجار دمشق وهما (سامر القطب 250 صوتاً، وزاهر شرباتي 318 صوتاً).
الانتخاب الإلكتروني
يرضي المرشحين والناخبين
وعقب إعلان النتائج أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لؤي عماد الدين المنجد في تصريح لوسائل الإعلام أن الوزارة قامت بدورها في إرساء قاعدة وبنية سليمة لعملية انتخابية شفافة واضحة وعادلة ونزيهة، وتركت مفاعيل الانتخابات تأخذ مجراها، فقد كانت الوزارة على مسافة واحدة بين الجميع والضامن لعدالة الانتخابات.
وأشار الوزير المنجد إلى أن استخدام البرنامج الإلكتروني في الانتخابات اليوم كان له الأثر الكبير في تسهيل العملية الانتخابية، آملاً أن تخرج الغرف التجارية بشركاء حقيقيين يسهمون في وضع منظومات عمل إدارية واقتصادية جديدة تتلاءم مع المرحلة.
وكان الوزير المنجد عقد الأربعاء (قبل موعد الانتخاب بيوم) اجتماعاً مع المرشحين لانتخابات غرفة تجارة دمشق في مبنى الوزارة أكد خلاله أن المرسوم التشريعي رقم (21) لعام 2024 يهدف إلى تطوير إجراءات العملية الانتخابية وتحقيق أكبر قدر من الشفافية والعدالة في انتخاب أعضاء مجالس إدارة غرف التجارة والاستفادة من التطور التقني، إذ أن إجراء الانتخابات إلكترونياً بشكل كامل وفرز الأصوات وإصدار النتائج عقب انتهاء الانتخابات فوراً يعتبر نقلة نوعية في انتخابات غرف التجارة، ويسهم في تحقيق العدالة والنزاهة والمساواة بين الجميع من دون أي تجاوزات كما يعزز العملية الديمقراطية.
وبالفعل فقد تمت العملية الانتخابية بالطريقة الإلكترونية وهي تجربة جديدة أتاحها المرسوم التشريعي رقم 21 للعام 2024، ولاقت الرضا والاستحسان من قبل المرشحين والناخبين على السواء.
وينص البند الأول من المادة 33 من القانون رقم 8 للعام 2020 «يعد الانتخاب صحيحاً إذا لم تعترض عليه الوزارة خلال 15 يوماً من تاريخ تسجيل النتائج في ديوان الوزارة».
أولى قوائم طرطوس وحماة وحلب
قطاع الأعمال في طرطوس على موعد يوم الأربعاء 9/10/2024 في المركز الثقافي، ليختار مجلس إدارة غرفته، وفي مرحلة الدعاية الانتخابية تشكلت أولى القوائم، وتحت اسم «قائمة أمل طرطوس» اجتمع 12 تاجراً هم (من الشريحة الأولى مازن حماد، محمد حمود، ياسر يوسف، حسن شعار، رامي الشيخ، سامر عبد الله، زهير إسماعيل، نادر أحمد، أكرم أحمد، فهد محمد /السليم/، ومن الشريحة الثانية وسيم ريا وعاصم ونوس). وفي حلب هناك قائمتان أيضاً.
بينما شهد قطاع حماة تشكيل قائمة من مرشحي عضوية غرفة التجارة، حملت اسم «قائمة البناء»، وضمت كلاً من (يوسف حسن الأصفر، عبد الكريم عزت الحبال، سمير عدنان غندور، غازي جهاد الزعيم، هيثم عبد الفتاح المدني، طلال طارق القطرنجي، ملهم عبد اللـه السقا، حسين أحمد سماحة، محمد عبد المجيد الجاجة، عبد الرزاق إبراهيم السباهي) وهم مرشحون من الشريحة الأولى، إضافة إلى المرشحين (فراس أحمد شومل وهادي توفيق الإبراهيم) وهما من الشريحة الثانية.
وحددت غرفة حماة موعد انتخاب مجلس إدارتها يوم الخميس 3 تشرين الأول ومكان الاقتراع في مقرها من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساء.
يبقى سؤال الجميع مفتوحاً إلى أن يلقى الإجابة عليه من واقع العمل الفعلي، كيف ستدير المجالس القادمة أزمات الاقتصاد السوري؟ وما الذي يحتاجه قطاع الأعمال من مجالس غرفه ليحدث أثراً اقتصادياً وطنياً؟.