الحمضيات السورية… مشكلة مزمنة لم تستطع أي حكومة حلها!…معدل استهلاك الفرد السوري 37 كيلوغراماً سنوياً في حين معدل الفرد عالمياً 12 كيلو غراماً مدير مكتب الحمضيات لـ«الاقتصادية»: برنامج الاعتمادية خدم المحصول وتوسعات بزراعة الحمضيات
| الاقتصادية
إنتاجية عالية من الحمضيات للموسم الحالي حسب المؤشرات وسط حالة تفاؤل باستعداد بعض الجهات لتولي مهمة التسويق المباشر من المنتج إلى المستهلك ضمن سعي الحكومة وتوجهاتها لتسويق أكبر كميات من الحمضيات، والأمر الذي يعول عليه الموسم الحالي هو تكليف السورية للتجارة أن تتسوق أكثر من 20 ألف طن حمضيات.. فهل ستنجح رغم كل التأكيدات، لكنها لم تفلح في المحصول الماضي إلا بتسويق 5 آلاف طن فقط.
بعد كل الحشد وتسخير الحكومة للمؤسسة بكل الإمكانات لكنها لم تفلح كما يجب مع قرب تسويق محصول الحمضيات للموسم الحالي وصف مدير مكتب الحمضيات الدكتور حيدر شاهين محصول الموسم بالإنتاجية الوفيرة متمنياً النجاح بتسويق كبير، وأضاف في تصريحه لـ«الاقتصادية»: إن تطبيق برنامج الاعتمادية الذي أقرته الزراعة يعد من أهم القرارات التي تخدم السلسلة التسويقية بدءاً من الزراعة وصولاً إلى الإنتاج مروراً بالتوضيب انتهاءً بالتسويق، وهو بمنزلة تذكرة لوصول الحمضيات إلى الأسواق الخارجية.
43 ألف هكتار المساحة وقرابة 700 ألف طن الإنتاج
خطَتْ زراعة أشجار الحمضيات في سورية خطوات كبيرة جداً خلال العقود الماضية، وتوسعت أفقياً من حيث المساحة، ورأسياً من حيث زيادة الإنتاج كماً ونوعاً، حيث أصبحت زراعة الحمضيات في سورية من الزراعات الاقتصادية المهمة ذات المردودية الاقتصادية الجيدة، فهي تغطي مساحات نحو 43 ألف هكتار من أفضل الأراضي المروية في الساحل السوري الذي يعدّ المنطقة الرئيسية لزراعة الحمضيات إضافة إلى مساحات محدودة في حمص- درعا- حماة- دير الزور- إدلب، منتجة ثماراً تغطي الاستهلاك المحلي، وتؤمن فائضاً للتصدير يساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
تبلغ التقديرات الأولية لإنتاج الحمضيات في سورية نحو 688616 طناً للموسم 2024 – 2025.
وعدد أشجار الحمضيات الكلّية المزروعة في محافظة اللاذقية 10407 أشجار، منها 9 آلاف شجرة مثمرة، وفي محافظة طرطوس نحو 33 ألف شجرة مثمرة.
توزّع زراعة الحمضيات على أربع مجموعات رئيسية وهي:
التقدير الأولي من الإنتاج لمجموعة الحامض 90000 طن. ومجموعة البرتقال 438810 أطنان، ومجموعة اليوسفي 118000 طن، ومجموعة الليمون الهندي 35000 طن.
لذلك أولت وزارة الزراعة كل الاهتمام في هذا المحصول وتقديم أشكال الدعم كافة لإنجاح زراعته، إن كان من حيث تقديم مستلزمات أو تأمين المازوت الزراعي وأتمتته وصولاً إلى إنجاح عملية التسويق.
يقوم مكتب الحمضيات في عمله وفق أسس علمية واضحة ومنهجية عمل، تقوم على الإشراف الفني على بساتين الحمضيات، حيث يقوم بجولات دورية على البساتين للمراقبة والبحث والتحري عن وجود الآفات والأمراض وكيفية معالجتها أن وجدت.
حيث يتم إحضار عينات من بساتين الإخوة المزارعين وفحصها بالمكتب، حيث جُهز وبجهود مباركة ودعم مباشر من وزير الزراعة والإصلاح الزراعي بأحدث الأجهزة والمعدات المخبرية؛ لما لها من أهمية كبيرة في النهوض بواقع الحمضيات والارتقاء به.
خطط إنتاج الغراس
كما يقوم مكتب الحمضيات بالمشاركة بوضع خطط إنتاج الغراس والتأكيد على إنتاج الأصناف المعدة للتصدير ومبكرة الإنتاج أو المتأخرة، وذلك حسب الخريطة الصنفية لكل منطقة، وبالتالي التقليل من حدوث الاختناقات التي تحدث نتيجة نضوج الأصناف المتوسطة في وقت واحد.
شهد قطاع الحمضيات نقلة نوعية بعد ملتقى تطوير القطاع الزراعي، حيث شكلت مخرجاته بوصلة عمل للمكتب، أن كان من حيث تأمين مستلزمات الإنتاج أو تطبيق برنامج الاعتمادية الذي يعد من أهم القرارات التي تخدم السلسلة التسويقية من الزراعة وصولاً إلى الإنتاج مروراً بالتوضيب انتهاءً بالتسويق، وهو بمنزلة تذكرة لوصول الحمضيات إلى الأسواق الخارجية.
ويقوم على اعتماد المزارع التي تُطبق الأساليب الحديثة ومراكز الفرز والتوضيب التي تتوافق مع المعايير العالمية واعتماد خطوط نقل بري أو بحري والتشابك بين هذه المكونات إلى الاستفادة من المزايا التفضيلية التي تقدمها الحكومة ضمن خطة دعم الإنتاج الزراعي ومنها إنتاج الحمضيات.
يتم عقد اجتماع قبل مرحلة النضج وبعد تقديم مستلزمات الإنتاج كافة لوضع إستراتيجية ورؤية واضحة لتسويق الحمضيات بتشاركية مع كل الوزارات والجهات ذات الصلة والشأن، حيث تتم مناقشة الإجراءات والاقتراحات، ووضع الخطط والعمل على تذليل الصعوبات التي تعترض عملية التسويق والعمل على إنجاح هذه العملية ووصول المنتج إلى الأسواق الخارجية والاستفادة منه بشكل كامل.
تسويق مدعوم
ومن أهم مخرجات الاجتماع الأخير للحمضيات حسب «شاهين» تكليف السورية للتجارة بتسويق نحو 20 ألف طن، وهو يعتبر تسويقاً مدعوماً، حيث تقوم المؤسسة باستلام المحصول من البساتين وتقديم العبوات مجانياً ومن دون عمولات، وبالتالي توفر على الفلاح الكثير من الأعباء المالية (أجور نقل، ثمن عبوات، عمولات سوق الهال).
أيضاً يتم دعم 25 بالمئة من أجور الشحن البري أو البحري. وذلك خلال فترة ذروة الإنتاج و10 بالمئة خارج ذروة الإنتاج من أجور الشحن، ويتم تأمين المحروقات إلى مراكز الفرز والتوضيب في أثناء فترة تشغيلها.
تتمتع المزارع التي تندرج ضمن البرامج الاعتمادية بإنتاج ذي مواصفات ممتازة وقادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية نتيجة تطبيق المعاملات الزراعية الصحيحة، حيث تزداد كفاءتها في إدارة العملية الإنتاجية وتحقيق القيمة المضافة لها.
وتعد شجرة الحمضيات شجرة مثمرة ومُعمرة ودائمة الخضرة يتراوح عمرها الإنتاجي بين 15 و50 عاماً. تنتمي الحمضيات إلى الجنس Citrus إلى عائلة Rutaceae يمكن أن يتراوح ارتفاعها بين 5 و15 متراً، تزرع في الأغلب للحصول على ثمارها وأيضاً لزهورها.
قاطرة للإنتاج
تعدّ ثمار الحمضيات من أهم محاصيل الفاكهة ذات القيمة الغذائية المرتفعة في التجارة الدولية. ويشكل معدل استهلاك الفرد عالمياً حسب منظمة الفاو من الثمار الطازجة نحو 12. 4 كغ، أما تصنيعاً فيصل إلى 48 كغ، وتعتبر الحمضيات من أهم المحاصيل الإستراتيجية على مستوى المنطقة الساحلية، وهي عامل الاستقرار، وقاطرة الإنتاج وركيزة العمل الزراعي في هذه المنطقة، وترفد الأسواق الخارجية والداخلية ومعامل العصير بأفضل أنواع الحمضيات من حيث النوع والنكهة والحجم وخلوها من الأثر المتبقي من المبيدات.
وأشار شاهين إلى أن معدل استهلاك الفرد السوري من الحمضيات سنوياً هو 37 كيلو غراماً، وهو أعلى من معدل استهلاك الفرد في العالم.
ويبقى السؤال: هل ستفلح السورية للتجارة في استجرار الـ20 ألف طن هذا الموسم؟ علماً أنها العام الماضي لم تستطع استجرار إلا خمسة آلاف طن.