الحدث الاقتصادي الأبرز في سورية على مدار سنوات طويلة… المعرض التصديري الأول «إكسبو سورية 2024» توقعات بتوقيع عقود تصدير للبضائع السورية من قبل رجال الأعمال العرب
| هناء غانم- جلنار العلي
كشف رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أن الحكومة بصدد جعل «إكسبو سورية 2024» معرضاً سنوياً، لافتاً إلى أن تنظيم هذا المعرض كان مميزاً هذا العام.
وجال عرنوس أمس برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين على أجنحة المعرض الذي يختتم فعالياته اليوم الأحد، واطلع على منتجات الشركات الغذائية والنسيجية، والطبية، والكيماوية، وغيرها.
وفي تصريحات صحفية له على هامش زيارته للمعرض قال عرنوس: شاهدنا أن هناك صناعات سورية أصبحت منافسة وترتقي لأحسن الصناعات، وخصوصاً أن هناك 600 شركة سورية تشارك في هذا المعرض وتشغل مساحة تزيد على 50 ألف متر مربع، إضافة إلى قدوم 3 آلاف زائر من خارج سورية.
وأكد عرنوس حرص الحكومة على تلبية مطالب الصناعيين والمنتجين، لافتاً إلى أن الإجراءات أحادية الجانب لها تأثير سلبي من جهة زيادة التكاليف وصعوبة وصول المواد الأولية والتصدير، ورغم ذلك استطاع صناعيو وتجار سورية والوزارات المعنية التعاطي معها بكل ما يستطيعون وأعادوا الإقلاع بعجلة الإنتاج، وتم إنجاز هذا المعرض.
وأشار عرنوس إلى أن المعرض أكبر دليل على أن الصناعة السورية بخير، والتجار والصناعيون والمصدرون السوريون وشركات النقل جميعهم متعاونون لكي تصل جميع البضائع والمنتجات السورية لكل الدول، منوهاً بالجهود المخلصة التي بذلت لإنجاح هذا المعرض، موضحاً أن هناكَ العديد من الزوار العرب وقعوا عقوداً مع المنتجين السوريين، لافتاً إلى أن المعرض نتاج التعاون بين اتحادات غرف الصناعة والتجارة والمكتب الإقليمي للصادرات وكل الجهات المشاركة، بالإضافة للدعم الحكومي المساند لكل الصناعيين.
وشهدت العاصمة دمشق يوم الأربعاء الماضي في الرابع من أيلول حدثاً اقتصادياً صنفه الكثير من رجال الأعمال والصناعيين والتجار بأنه الحدث الأبرز في سورية على مدى سنوات طويلة، وهو معرض «إكسبو سورية 2024»- المعرض التصديري الأول، وقد تأمل الكثير منهم أن يكون رافعة للاقتصاد السوري وانطلاقة لتحسين الصادرات وإعادة المنتج السوري إلى ألقه على الساحة العربية وربما العالمية أيضاً.
وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل في تصريح لـ«الاقتصادية» أن أهمية معرض إكسبو سورية 2024 كحدث اقتصادي لا تتمثل في كونه فقط المعرض الأول الذي يضم حجماً كبيراً من المنتجات السورية، وليس للقدرة التصديرية فيه، أو حجم المشاركات الكبيرة فيه أو العدد الكبير للزوار المستوردين من الدول الأخرى الذين قدموا لهذا المعرض الذي تجاوزت مساحته أكثر من 50 ألف متر مربع، وإنما لمدلولاته العميقة بأن سورية على الرغم من كل الظروف التي مرّت بها على مدى 13 عاماً امتلك شعبها الإصرار والإيمان بالعمل وعلى أمل أن القادم أفضل.
وتابع الوزير: «تجذرت على الأرض السورية التجارة والصناعة والزراعة، فقد كانت سورية عبر التاريخ مركزاً أساسياً على طريق قوافل التجارة وطريق الحرير، وقد علّمت التجارة والصناعة لكثير من البقاع على الأرض، واليوم نرى حالة الصمود والتحدي التي عاشها كل الصناعيين في سورية وفي مختلف القطاعات ليس فقط النسيجي الذي تأقلم صناعيوه مع كل الظروف الصعبة، وإنما أيضاً الصناعات الغذائية والكيميائية والهندسية، حيث تحلى كل من عمل في هذه القطاعات رغم المصاعب والعقوبات بالعزيمة والإرادة»، معتبراً أن هذا المعرض هو خير دليل على إصرار كل الشركات والمنتجين لعرض منتجاتهم بحماسة لاستعادة أسواقهم في الخارج.
وعبّر الخليل عن فخره بحضور المنتج السوري لأنه يمتلك ميزات عالية ومواصفات رفيعة بجودة عالية، وبأسعار قابلة للمنافسة في كل الأسواق رغم ارتفاع التكاليف والظروف الصعبة التي مرّت بها الصناعة السورية ورغم حاجة الكثير من الصناعيين لإعادة تأهيل منشآتهم التي تضررت بفعل الحرب، لكن هذا الإصرار والتحدي كان بفضل مرونة القطاع الخاص وديناميكيته لإعادة موقع المنتج السوري.
«لماذا التصدير؟» تساؤل طرحه وزير الاقتصاد خلال تصريحه، مجيباً بأنه يعتبر رئة وتنفس العملية الاقتصادية في كل البلدان وهو الرائد والأساس لموارد القطع الأجنبي في كل الدول، وهو في سورية عامل مهم لتأمين احتياجات البلاد من المواد التي لا يمكن إنتاجها محلياً، حيث يمكن استيراد المواد التي لا يمكن زراعتها في سورية نتيجة الظروف أو المواد الأولية التي تحتاجها الصناعات السورية، كما يساعد على تصريف فائض إنتاج الكثير من المنشآت الذي تشكل نتيجة تراجع القدرة الشرائية، وذلك من خلال تصديرها إلى الأسواق الخارجية بدعم حكومي وجهود مشتركة من كل الاتحادات، ما يشكل فرصة للعمل بطاقات إنتاجية أعلى ولتشغيل اليد العاملة بشكل أكبر ولاستثمار الموارد المحلية بشكل أفضل، وللنمو الاقتصادي أيضاً، علماً أن استعادة النمو ليس بالأمر السهل وإنما يكون بالتدريج مع حالة التنامي والتعافي والإرادة والعزيمة الموجودة، إضافة إلى الانطباعات التي خلقتها المنتجات السورية من خلال مستوردين من دول عديدة تم الاجتماع بهم خلال زيارة أروقة المعرض، وهذا ما يدعو للتفاؤل الكبير بالعودة إلى حصة سوقية أكبر بدول أخرى اعتاد الكثير منها قبل سنوات الأزمة المنتج السوري سواء باللباس أو الغذاء.
تحسن بقيم الصادرات
وفي السياق ذاته، أكد الخليل أن التصدير تراجع خلال سنوات الحرب بشكل كبير نتيجة العقوبات الاقتصادية على الشحن والتأمين وإغلاق الحدود مع كثير من الدول، حيث صار هناك عجز بالميزان التجاري أكبر مما كان عليه في السابق، ولكن نتيجة قدرة واستطاعة قطاع الأعمال الخاص والقطاع الحكومي للعمل سوية وإيجاد مخارج للالتفاف على تلك العقوبات، وقد حققت هذه القطاعات النجاح بشكل مشترك بالوصول بشكل أكبر إلى الأسواق الخارجية، فاليوم على الرغم من تراجع التصدير ولكن وصلت الأرقام في العام الماضي إلى مليار يورو من الصادرات بزيادة تصل إلى 60 بالمئة مقارنة بعام 2022، ولكن الطموح هو العودة إلى قيم تصل إلى 9 مليارات يورو كما كان هو الحال قبل الحرب، علماً أن غياب الكثير من الموارد التي كانت لوقوعها في مناطق خارجة عن السيطرة، وتضرر قطاعات كثيرة أثر بشكل كبير في التصدير.
وإلى ذلك، أكد وزير الاقتصاد أن الصناعة صارت تحتل نسبة أكبر بهيكل الصادرات السورية وبالتالي فقد صارت القيمة المضافة أفضل.
دعم حكومي
وفي تصريح لـ«الاقتصادية» أكد وزير الصناعة عبد القادر جوخدار أن مشاركة أكثر من 600 منشأة متخصصة في إكسبو من مختلف الصناعات والقطاعات هو دليل واضح على الدعم الحكومي المتواصل للصناعة الوطنية ولكل الفعاليات الاقتصادية، من خلال تأمين المواد الأولية الداخلة في الإنتاج والقطع التبديلية التي تدخل في العديد من خطوط الإنتاج لافتاً إلى أن إصرار الصناعيين أيضاً في المدن والمناطق الصناعية أمام آلاتهم رغم الظروف لتقديم منتج وطني ذي جودة عالية ينافس على مستوى العالم.
وأضاف الوزير جوخدار إن وجود هذا العدد من الزوار على المستوى العربي والعالمي يدل على أهمية هذا المعرض وعلى حالة من النمو الاقتصادي والدور المميز للصناعة السورية والسمعة العريقة لها حول العالم.
مشاركة واسعة
من جهته أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم علي في تصريح له أن المعرض يعتبر واحداً من أهم المعارض الاقتصادية على المستوى الإقليمي.. ويمتاز بالمشاركة الواسعة الطيف في فعالياته من مختلف القطاعات الإنتاجية من زراعية وصناعية، وكذلك الخدمية ولاسيما السياحية منها.
واعتبر أن مشاركة 600 شركة محلية تصنع بضائعها في سورية يجعل المعرض علامة فارقة سورية، وحدثاً اقتصادياً كنافذة تتيح لكل الزوار والمشاركين الاطلاع على مشهد الاقتصاد السوري بأبعاده الجديدة، وملامح التعافي المتسارع الذي تجسده مختلف المكونات التنموية في سورية بكل القطاعات (العام والخاص والمشترك). وبيّن الوزير علي أنه انطلاقاً من توجيهات وكلام الرئيس بشار الأسد فالأولوية المتقدمة اليوم للإنتاج وتوفير فرص العمل لمعاودة بناء الاقتصاد والإقلاع بأدوات التنمية عموماً، وأنه يجب أن نتكامل بكل الأدوار والقطاعات على اختلافها لدعم الإنتاج وتعزيزه حسب الإمكانات المتاحة بكل طاقاتنا والارتقاء به.. ولاسيما بعد تحرير الجزء الأكبر من الأراضي في سورية من الإرهابيين وضرورة تمكين وإعادة المناطق المحررة إلى المضمار التنموي.
وقال: نسعى جميعاً إلى تظهير نتائج طيبة للمعرض على الرصد الضروري لواقع التعافي الاقتصادي المتدرج في بلدنا، ثم تعزيز تدفق المنتج السوري إلى الأسواق الخارجية بما ينطوي عليه من مقومات جودة وميزات جاذبة، معتبراً المعرض فرصة لعرض نتائج الإصرار والإرادة السورية في معاودة الانتعاش وترميم ما خربته سنوات الحصار والحرب على بلدنا الحبيب سورية.
دعم مادي للتصدير
مدير هيئة دعم وتنمية الصادرات السورية ثائر فياض، أشار في تصريح لـ«الاقتصادية» إلى أن الهيئة أقامت ضمن المعرض مركزاً للاستعلام عن الصادرات السورية بالتعاون مع موسوعة المصدر السوري، لاستهداف الوفود القادمة من الخارج لمعرفة المواد المعدة للتصدير ونوعية الصادرات ووجهات التصدير وبرامج الدعم المقدمة وعناوين الشركات المنتجة وغير ذلك، لافتاً إلى أن الفكرة الأساسية من معرض إكسبو سورية 2024 هو التشاركية بين القطاعين العام والخاص، من خلال إقامة معرض تصديري شامل لكل القطاعات النسيجية والغذائية والكيميائية والهندسية، بدلاً من المعارض التخصصية التي كانت تقام في السابق.
وبيّن فياض أن دور الهيئة يتمثل بالدعم المعنوي والمادي، لأنها إحدى الجهات التابعة لوزارة الاقتصاد، علماً أن الهيئة تنتظر نهاية المعرض حتى تقر قيمة الدعم وذلك لمعرفة قيمة الفواتير الحقيقية، لافتاً إلى أن هدف الدعم تعويض جزء من العجز الناجم عن الفروقات بين النفقات، علماً أنه لن يتم صرف الدعم للشركات وإنما سيتوجه للجهات المنظمة للمعرض.
وفي تصريح لـ«الاقتصادية» أكد رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية غزوان المصري أن معرض «إكسبو سورية» يعتبر خطوة من أهم خطوات الترويج للمنتج السوري لما سيؤدي من دور مميز في التعريف بالصناعات والمنتجات السورية لاستعادة موقعها في الأسواق التصديرية، مبيناً أن القطاع الصناعي تجاوز مرحلة التعافي.
وأشار المصري إلى النجاح الكبير الذي حققه معرض موتكس للصناعة النسيجية والذي دفع جميع الفعاليات الاقتصادية لاقامة معرض إكسبو سورية حيث يشمل المعرض كل القطاعات الصناعية النسيجية والغذائية والكيميائية والهندسية، مبيناً أن الصناعة النسيجية والغذائية تحظى بحصة تصديرية جيدة لذلك نسعى من خلال معرض إكسبو سورية إلى التركيز وتسليط الضوء أكثر على القطاع الهندسي والكيميائي اللذين يستحقان الدعم الحكومي للتوجه إلى التصدير بشكل أكبر، لافتاً إلى أن المعرض يضم كل القطاعات الصناعية عبر أجنحة مدينة المعارض ليكون الأضخم من حيث المساحة والتنوع والزوار، مؤكداً أن المعرض لا يقل أهمية عن المعارض في أوروبا ودبي وغيرها للترويج للمنتج السوري الذي يعرفه الجميع وليعود إلى مكانته التي كان عليها في السابق، لافتاً إلى أن المعرض يستهدف رجال الأعمال السوريين المغتربين والعرب، ويؤدي إلى إنعاش الاقتصاد السوري بالمجمل.
فتح قنوات تصديرية جديدة
من جهته رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد أبو الهدى اللحام أشار في حديثه لـ«الاقتصادية» إلى أهمية المعرض في فتح أسواق جديدة للصادرات السورية، مشيراً إلى أنه سوف يسهم في فتح قنوات تصديرية للمنتجين السوريين في تنويع وعرض منتجاتهم أمام المصدرين ورجال الأعمال العرب والأجانب الزائرين ما يؤدي إلى رفع حجم وتشغيل المنشآت الصناعية وتأمين المزيد من فرص العمل وزيادة الواردات من القطع الأجنبي ما يعود بالفائدة على الصناعة بشكل خاص والاقتصاد السوري بشكل عام.
حدث اقتصادي كبير.
بدوره قال رئيس غرفة تجارة حلب عامر حموي لـ«الاقتصادية»: إن إكسبو 2024 يعتبر نقلة نوعية للاقتصاد السوري باعتباره سوف يسهم في فتح قنوات تصديرية للمنتجين السوريين مؤكداً أهمية الحدث الاقتصادي الكبير باعتباره بوابة اقتصادية جديدة نحو العالم العربي والعالم سيشكل فرصة لإعادة الألق للمنتج الوطني والحضور التجاري والسمعة الطيبة التي لطالما اشتهرت بها سورية.
إكسبو سورية ما يسهم في تنويع المنتجات ضمن المعرض أمام المصدرين ورجال الأعمال العرب والأجانب الزائرين وفتح قنوات تصديرية للمنتجين السوريين.
تكاتف الجهود
وفي تصريح لـ«الاقتصادية» قال نائب رئيس غرفة صناعة حلب مصطفى كواية: إن معرض الصادرات السورية إكسبو سورية هو حدث اقتصادي مهم وبارز ويحمل العديد من المضامين والأهداف الرامية بمجملها لإعطاء المزيد من الدعم للاقتصاد والصناعة والإنتاج من خلال إيجاد منافذ تصديرية جديدة للمنتج السوري تتيح دعم العملية الإنتاجية، مبيناً أن غرفة صناعة حلب حرصت على تسخير كل إمكانياتها لضمان نجاح المعرض وتحقيق أوسع مشاركة الصناعيين والمنتجين وهو ما أثمر عن مشاركة واسعة من صناعيي حلب وخصوصاً في مجال الصناعات النسيجية والتي شكلت أكثر من نصف إجمالي المشاركات النسيجية في المعرض إلى جانب مشاركات واسعة من باقي الصناعات.
ومن المهم حسب كواية تكاتف كل الجهود لدعم وتشجيع التصدير وتذليل كل العقبات التي تواجه العملية التصديرية لكون التصدير اليوم إحدى أهم القنوات التي تحقق وتجلب القطع الأجنبي للبلد وهذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع ومن المهم أن تتكاتف كل الجهود لتحقيق هذا الهدف.
وخلص كواية بالقول: مما لاشك فيه أن المعرض ناجح على أكثر من صعيد ونأمل ونتمنى أن يتكلل النجاح بنتائج حقيقية وملموسة من خلال إبرام عقود تصديرية تدعم العملية الإنتاجية..
دعم للإنتاج
أمين سر غرفة صناعة حلب محمد رأفت شماع أشار إلى أن إكسبو سورية بانطلاقته القوية والمشاركة الواسعة فيه يجسد رغبة الجميع في إعادة الألق للصادرات السورية، لافتاً إلى الحضور الكبير الذي شهده المعرض من زوار ورجال الأعمال عرب وأجانب يبشر بإبرام عقود تصديرية من شأنها دعم العملية الإنتاجية في مختلف القطاعات الصناعية والاقتصادية.
الوفد الكويتي
أحد المغتربين السوريين في دولة الكويت قال لـ«الاقتصادية»: إكسبو سورية 2024 يعتبر نقلة نوعية لسورية وخاصة بعد سنوات الحرب التي عانى منها الاقتصاد السوري.
دول صديقة
السفير الإيراني بدمشق قال لـ«الاقتصادية» على هامش المعرض: رغم العقوبات الاقتصادية التي طالت سورية تشهد اليوم تطوراً كبيراً يؤكد أن هذا البلد حي وشعبه حي وأن القيادة السورية حكيمة، ونحن متفائلون بمستقبل أفضل لهذا البلد الشقيق.
وفي تصريح لـ«الاقتصادية» قال عمدة مدينة طهران علي رضا زاكاني: إن معرض إكسبو سورية هو جزء بسيط من إمكانات سورية وهو خطوة على الطريق الصحيح يمكن استغلالها في مجال التبادل التجاري بين البلدين بعيداً عن التعامل بالعملة الأجنبية بأن يكون هناك عملة معتمدة بين البلدين.
المنتجات التراثية حاضرة
مدير هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ثريا إدلبي، أكدت في تصريح لـ«الاقتصادية» مشاركة عدد كبير من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحت نطاق مؤسسة الوفاء التنموية لترعاهم وتساعدهم على إيصال منتجاتهم، وتقوم الهيئة بدورها بتقديم دعم لهم من خلال تقديم الخدمات التسويقية لهم في المعارض الدولية للوصول بمنتجاتهم إلى الشركات الخارجية العربية وحتى الأجنبية بشكل مجاني، وهذا يعد فرصة كبيرة لهم.
ولفتت إلى أن جناح الهيئة ضم سيدات من مدينة دوما في ريف دمشق يعملون على الأغباني، كما حضر الموزاييك الحجري في الجناح أيضاً وهو قليل جداً، وكان هناك إصرار لوجود الحرفيين للاطلاع على آلية التصنيع من الزوار، وهذا مصدر فخر بالمنتجات التراثية السورية، آملة مساعدة هؤلاء الحرفيين والصناعيين للوصول إلى العالمية.
صادرات زراعية
في حين أكد مدير مؤسسة السورية للتجارة زياد هزاع في تصريح لـ«الاقتصادية» أن المؤسسة تلقى دعماً حكومياً جيداً على شكل سلف مالية، وقد كانت تجربة تصدير الحمضيات تجاه العراق في السابق متواضعة جداً وكانت تتم كمحاولة أولى من خلال سيارات المؤسسة، أما اليوم فهناك محاولات من خلال إكسبو سورية على اطلاع الزوار سواء كانوا سوريين أو من دول الجوار كليبيا والسودان والأردن والعراق على المنتجات الزراعية في سورية كالحمضيات والتفاح إضافة إلى منتجات زراعية أخرى ومنتجات استوائية بدأت تجربتها في محافظة طرطوس لبحث إمكانية تصديرها إلى دول الجوار.
وأضاف: «يعد المعرض كغيره من المعارض الدولية التي تقام في الدول الأخرى، حيث يتم عرض المنتجات أمام الزوار القادمين لرؤية هذه المنتجات، وقد عرضنا إضافة إلى المنتجات الزراعية بعض منتجات الأعشاب الطبيعية والزهورات وسواها»، لافتاً إلى أنه يجري حالياً دراسة لتوقيع عقود تصديرية من الزوار، حيث سيقومون بالاطلاع على الأسعار التقديرية، وعلى الروزنامة الزراعية لمعرفة مواعيد مواسم الإنتاج الحقيقية لبعض المنتجات كالبصل والرمان والحمضيات والتفاح، ليتم إجراء مفاوضات باللاحق، مشيراً إلى أن المؤسسة عرضت على الزوار شحن الصادرات عبر سياراتها إلى دول الجوار لأنها تمتلك أسطولاً كبيراً.
نافذة سورية إلى العالم
رئيس القطاع الغذائي، نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، طلال قلعجي أكد لـ«الاقتصادية» أن معرض الصادرات إكسبو 2024 هو نافذة سورية إلى العالم موضحاً أهمية المعرض للترويج للمنتجات السورية من خلال الشركات سواء الغذائية أو النسيجية أو غيرها من القطاعات لتكون هذه الشركات هي سفراء سورية في الخارج.
وأضاف قلعجي: إن الصناعات السورية الغذائية تصدر إلى نحو 100 دولة في العالم ونسعى من خلال إكسبو إلى وصول المنتجات السورية إلى أكبر عدد من الدول في العالم موضحاً جودة المنتجات السورية المصنعة، والتي تطابق المواصفات العالمية والقياسية، هذه الميزة التنافسية تؤهلها لتكون في الأسواق العالمية.
وأضاف قلعجي: إن هذا الحضور العربي والأجنبي الكبير في إكسبو 2024 يبشر بأرقام وعقود قادمة لتثبيت عقود مع الشركات المشاركة، وبالتالي تنشيط الصادرات وإعادة سورية للأسواق الخارجية.
آراء المشاركين والزوار
وكان لـ«الاقتصادية» جولة في المعرض وحديث مع بعض المشاركين والزوار، حيث اعتبر الإعلامي الكويتي بدر العازمي أن هذا المعرض هو إنجاز رغم الظروف التي مرت بها سورية وكل التحديات الخارجية، مؤكداً أنه رأى خلال جولته في المعرض الكثير من المواد الغذائية والإنشائية، فما تم لإنجاز هذا المعرض هو أمر يشكر عليه، متمنياً أن يرى هذا المجهود النور قريباً.
أحد المغتربين السوريين المقيمين في الكويت، أكد أن هذا المعرض إنجاز وبمثابة نقلة نوعية لسورية القديمة، معبراً عن سروره بمثل هذه الفعاليات الاقتصادية، آملاً أن تكون سورية في المقدمة خلال الفترة المقبلة.
بينما قال أحد الزوار العراقيين: «هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها سورية، وهناك إنتاج ضخم وبنوعية عالية، وشاهدت أعداداً كبيرة من الزوار العراقيين ومن ليبيا والكويت والسعودية»، متوقعاً أن يكون القادم أفضل.
عماد النن وهو الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الغذائية التي كانت في المعرض، أكد لـ«الاقتصادية» أن سورية تعافت من الكثير من المنغصات، وقد بدأت الصناعة تظهر بشكل كبير في كل المحافل الدولية، مبيناً أن شركته تصدر لحوالي 80 دولة نحو العالم، ولديها خبرة بكل الأسواق العالمية تقريباً، وهناك الكثير من رجال الأعمال الخارجيين قدموا إلى المعرض لزيارته وبحث التوسع بالمنتجات السورية بشكل أكبر.
وقد كان لحرفيي الحلويات حضور جيد في المعرض، حيث أكد أحد المشاركين بالمعرض بجناح للحلويات، أن مشاركته في المعرض هي واجب أكثر ما تكون مشاركة تجارية، فهذا المحفل الاقتصادي المهم يحتاج إلى حضور كل الشركات والفعاليات الاقتصادية لإعادة المنتج السوري إلى مكانه الطبيعي على مستوى العالم، وقد يحقق للصناعة السورية نقلة نوعية، لافتاً إلى أن شركته كانت في السابق تصدر للكثير من الدول العربية ولأكثر من دولة أجنبية، ولكن الظروف الصعبة التي مرت بها سورية حالت دون الاستمرار بذلك، منوهاً بالجهود الحكومية لعودة العمل عمّا كان عليه.
أما أيمن نعمة وهو أحد العاملين في شركة حلويات أخرى، فأكد أن شركته قدمت طلباً للمشاركة بهذا المعرض لتعزيز الإنتاجية في سورية والمساهمة بتنمية الصادرات، علماً أن لشركته أفرعاً في دول أخرى كأستراليا وكندا والنرويج وألمانيا وبعض البلدان العربية، آملاً تحقيق ترويج أكبر لمنتجات شركته.