الأضخم من نوعه منذ عام 2011… حدث اقتصادي بارز وبوابة عريضة للترويج للمنتج الوطني خارجياً… معرض الصادرات السورية «إكسبو سورية 2024» لـ«صناعة حلب»
|حلب- خالد زنكلو
التحضيرات على قدم وساق، الهمة عالية لإخراج المناسبة بأبهى صورة وأسمى هدف، سقف التوقعات مرتفع، التطلعات تفوق جميع الإنجازات السابقة، العين تترقب الانطلاق، والمشاركون يعوّلون على النتائج وعلى مقولة «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»، أنه «إكسبو سورية 2024»، الحدث الأهم كأكبر معرض تصديري منذ عام 2011.
استهلت غرفة صناعة حلب في 30 الشهر الماضي، الإعلان عن المناسبة- الحدث بمؤتمر صحفي سرد التحضيرات الجارية لمعرض الصادرات السورية «إكسبو سورية 2024»، الذي تنظمه الغرفة بمشاركة فعاليات اقتصادية مهمة ومعتبرة، على أرض مدينة المعارض في دمشق، في الفترة من 4 ولغاية 8 أيلول القادم.
تراهن «صناعة حلب» برئيسها وأعضاء مجلس إدارتها على أن يشكل المعرض بوابة حقيقية ومنطلقاً واسعاً ومرتكزاً ثابتاً لتصدير المنتجات الوطنية السورية، والترويج لأصنافها المختلفة في الأسواق الخارجية، وعلى أمل إعادة الألق للصناعة السورية التي كان لها سبق الدخول إلى مقاصد مهمة عربية ودولية قبل الحرب الظالمة، التي أتت على جزء غير يسير منها، غير أن الصناعيين السوريين الذين ثبتوا في مواقعهم رغم الصعاب الجمّة، عازمون على تأدية الرسالة السامية بإيصال منتجاتهم إلى بقاع الأرض المختلفة، كما كانت عليه الحال قبل 2011.
ولطالما ارتكزت «صناعة حلب» على شعار «التصدير أولاً» لفتح منافذ للمنتجات السورية القادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تعترض العملية من حصار ومقاطعة خارجية جراء العقوبات المفروضة على البلاد، إلا أن حجم الإصرار والتحدي لا حدود له، لمجابهة العقبات والتغلب عليها، بغية إعلاء شأن المنتج السوري القادر على تحقيق الرهان.
نائب رئيس غرفة صناعة حلب مصطفى كواية، كشف أن «إكسبو سورية 2024» أكبر معرض تصديري منذ عام 2011، ويقام على مساحة 40 ألف متر مربع، مبيناً أنه «يجري العمل على دعوة 3000 رجل أعمال عربي لزيارته، بغية إبرام عقود تصديرية، وليعدّ بوابة واسعة وعريضة للتصدير والترويج للمنتج الوطني في الخارج، ما يساعد في الدفع بمعززات العمل والإنتاج قدماً إلى الأمام في القطاعات الصناعية على اختلاف أنواعها، الأمر الذي سيعزز ويدعم الاقتصاد الوطني».
وبيّن كواية لـ«الاقتصادية» أن مشاركة الصناعيين والمنتجين من حلب عاصمة الاقتصاد السوري واسعة «إذ تشكل نسبة مشاركة الصناعيين من حلب في القسم النسيجي من المعرض 50 بالمئة من إجمالي المشاركات، وهي تمتد على مساحة 2500 متر، وعبر 79 صناعياً منتجاً، منهم 53 صناعياً في مجال صناعة الألبسة الولادية، علاوة على مشاركة 50 بالمئة من إجمالي المشاركات في قطاع الصناعات الجلدية في المعرض، إضافة إلى مشاركة صناعيين آخرين من باقي القطاعات الصناعية».
وشدّد كواية على أن جهود ومرامي الغرفة للترويج للمعرض ودعوة جميع الصناعيين والحرفيين المنتجين للمشاركة فيه «تأتي إيماناً منها بأهميته البالغة وانعكاساته الإيجابية والمحققة على مجالات العمل والإنتاج والاقتصاد، وهو ما سيمكننا من إنجاح فعالياته وقطف ثماره يانعة بعدئذٍ».
وطرح إقامة المعرض على أرض مدينة المعارض في دمشق، السؤال الملح والمطلب الشرعي للفعاليات الاقتصادية الحلبية، بأهمية وضرورة إقامة مدينة للمعارض في حلب «تكون سنداً ومعيناً لهم، لعرض منتجاتهم واجتذاب باقي المنتجين والعارضين من باقي المحافظات السورية، وحتى من خارج الحدود، ما سيولّد فرص عمل إضافية وآفاقاً رحبة لتصدير المنتج المحلي، وخصوصاً ذا الجودة العالية والمصنّع في منشآت المدينة الصناعية في الشيخ نجار وباقي المناطق الصناعية في حلب»، بحسب قول نائب رئيس غرفة صناعة حلب، الذي أكد أن وجود مدينة للمعارض في حلب «قضية جوهرية، لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، ولتغدو الغرفة بكامل الجهوزية والاستعداد لتنظيم المعارض التخصصية والشاملة والتصديرية كافة، وبشكل دوري ومتواصل».
من جانبه، أشار عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب ورئيس لجنة المعارض محمد زيزان، إلى أن الغرفة نجحت في آب الماضي وبشكل منقطع النظير، في تنظيم الدورة الخامسة من معرض خان الحرير التخصصي التصديري للألبسة والجلديات على أرض المدينة الرياضية في الحمدانية، وبمشاركة 150 شركة، وبحضور ما يزيد على 350 تاجراً ورجل أعمال من 7 دول عربية، ما يدل على ريادة الغرفة في تنظيم المعارض التخصصية وإنجاحها، رغم كل الصعوبات التي تعترض العملية».
ومن أجل استقطاب رجال الأعمال وتسهيل وصولهم إلى حلب للمشاركة في معارضها التخصصية، طالب زيزان عبر«الاقتصادية» بتفعيل وزيادة عدد وجهات مطار حلب الدولي، البوابة الرئيسية للعاصمة الصناعية والتجارية للبلاد إلى العالم، بهدف تنشيط الصناعة والاقتصاد عموماً، بما ينعكس إيجاباً على حلب محرك الاقتصاد الوطني.
كما دعا زيزان الجهات المعنية إلى «تذليل صعوبات وعقبات الشحن البري مرتفع التكاليف، وارتفاع أسعار حوامل الطاقة والوقود، ولفت إلى الأهمية القصوى لتشميل جميع المناطق الصناعية المدمرة بحلب، كمناطق تنموية أسوة بمنطقة الليرمون الصناعية، ما يحسن ظروف العمل والإنتاج، ويزيد من مقدرتها الإنتاجية والتسويقية والتصديرية، ويعيد إليها مجدها السابق، وهي مطالب محقة ينبغي تلبيتها والاستجابة إليها».
يذكر أنه جرى في 5 الشهر الجاري بمقر غرفة صناعة حلب القرعة الخاصة بتوزيع الأجنحة على المشاركين في «إكسبو سورية 2024»، ضمن قطاع الصناعات النسيجية، حيث تم الربط المباشر مع غرفة صناعة دمشق، بغية تحقيق الشفافية والعدالة في توزيع الأجنحة على المشاركين. واختار جميع المشاركين في المعرض الجناح الخاص بهم في مجال صناعة الألبسة الولادية والرجالية والنسائية واللانجري ومستلزمات الإنتاج.