وزير النقل لـ«الاقتصادية»: تجهيز مطار دمشق وبرمجة الرحلات بالتنسيق مع إدارة المعرض … حديث مع الصينيين عن مدينة بحرية .. طرح مشاريع إستراتيجية للاستثمار بالمشاركة مع القطاع الخاص
من دمشق.. إلى العالم
| محمد راكان مصطفى
صرح وزير النقل علي حمود لـ«الاقتصادية» بأن معرض دمشق الدولي يعتبر إحدى أهم وسائل الترويج لقطاع واستثمارات النقل البري والبحري والجوي والسككي، ويسهم في تكامل هذه القطاعات إضافة إلى دورها العام على صعيد النقل وتوليد فرص العمل وبالتالي تعتبر نشاطات مدرّة للأرباح.
وأشار حمود إلى أن المعارض بشكل عام حالة ترويجية مهمة جداً والسوريون فهموها مبكراً باعتبار أول معرض أقيم بالشرق الأوسط كان معرض دمشق الدولي، لافتاً إلى أن المعارض في سورية كانت متألقة قبل الأزمة، مضيفاً: لاشك أنها تعود لتألقها بعد عودة الأمن والأمان للعاصمة وريفها، والذي تجلى بوضوح في مجال الوزارة مع عودة نشاط وعمل مديريات النقل في الزبلطاني وحرستا، إضافة إلى عودة الأمان إلى مطار دمشق الدولي وطريقه وكل ذلك الفضل الأول فيه للجيش العربي السوري المقدام الذي أعطانا مساحات واسعة للعمل والانطلاق نحو تحسين وتطوير الخدمات.
وبيّن حمود أنه وفي إطار الشراكة هذا مع القطاع الخاص تتهيأ وزارة النقل خلال المعرض للإعلان عن مصفوفة المشاريع الإستراتيجية المطروحة للاستثمار بطريقة التشاركية بين القطاعين العام والخاص انطلاقاً من دراسات مرجعية مبنية على دراسات الجدوى الاقتصادية ومعدلات العوائد الاقتصادية بالتنسيق المتبادل والتفاعلي بين لجان التشاركية في الوزارات ومكتب التشاركية ومجلس التشاركية.
ووفقاً لحمود فإن المشاريع التي تخص «قطاع النقل» تستهدف تطوير وتحديث البنى التحتية لأنماط النقل كافة من مرافئ ومطارات وسكك حديدية وطرق بطريقة التشاركية بين القطاعين العام والخاص، مضيفاً: وبعد إنجاز عقد استثمار لمرفأ طرطوس مع الطرف الروسي، يهدف إلى تمويل تطوير وتحديث المرفأ وتشغيله وإدارته لمدة 49 عاماً من الشريك الروسي، يوجد تنسيق مع الطرف الصيني للتشارك في عدد من المشاريع بطريقة الـ B0T منها طريقا شمال – جنوب وشرق – غرب ومدينة صناعات بحرية في منطقة عرب الملك.
ولفت حمود إلى أن مشاركة وزارة النقل في معرض دمشق الدولي بدورته الـ ٦١ تعتبر من أوسع مشاركات الجهات العامة باعتبارها المكون الأساس الذي يقدم أوسع الخدمات المتعلقة بالنقل وغيرها، انطلاقاً من دورها الحيوي المهم في إظهار قطاعات النقل المختلفة البرية والبحرية والجوية ورؤيتها في تأمين نقل آمن لمشاركي وزوار معرض دمشق الدولي، وإظهار صورة سورية وموقعها الجغرافي المهم وأهمية طرق النقل عبرها بين الشرق والغرب.
وبين أنه وبهدف نجاح هذه المشاركة اتخذت وزارة النقل جملة من الإجراءات منها تجهيز مطار دمشق الدولي وإعادة تأهيل البوابات والفناكر وتركيب شاخصات إعلانية وشاشات إلكترونية للإعلان في مبنى الركاب والموقع العام، وتركيب أدراج كهربائية جديدة في المطار، وصيانة المصاعد البانورامية في القدوم والمغادرة.
وتابع: إضافة إلى إعادة تأهيل السقف المستعار في مبنى الركاب وممرات البوابات، وفتح مدخل خاص بركاب الدرجة الأولى وكبار الزوار والركب الطائر، وافتتاح قاعات مأجورة لاستقبال ووداع كبار الزوار. كما استكملت الوزارة تجهيز صالة المطار لاستقبال الوفود المشاركة، مضيفاً: وتشمل التحضيرات ترتيب عملية استقبال الزوار، وتفعيل شعبة الاستعلامات وتزويد كونتوار الاستعلامات بكل المعلومات اللازمة للإجابة عن تساؤلات المسافرين، فضلاً عن تطوير خدمات العربات المقدمة في المطار.
وأشار حمود إلى قيام الوزارة ببرمجة الرحلات بما يتناسب مع القادمين والمغادرين خلال فترة انعقاد المعرض بالتنسيق مع إدارة المعرض والمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، معلناً عن منح حسم لإصدار التذاكر ضمن جناح الوزارة وخلال أيام المعرض يصل إلى 25%، وتقديم كل التسهيلات من نقل المشاركين بالمعرض من القطر وإليه من مسافرين وشحن بضائع، وإجراء سحب لعدد من التذاكر المجانية.
ولفت حمود إلى أن إجراءات وزارة النقل لم تقتصر على ذلك، فقد تم تجهيز محطة مدينة المعارض وتشغيل قطار المعرض، حيث تم إنشاء محطة جديدة بالقرب من أرض معرض دمشق الدولي مؤلفة من ثلاثة خطوط مع أرصفة ومظلة وكل المستلزمات الخدمية بما فيها الطرق الواصلة بين المحطة وأرض المعرض والطاقة الكهربائية والمجموعات الكهربائية الاحتياطية اللازمة لتخديم محطة مدينة المعارض وتأمين كل وسائل الاتصال اللازمة لتحقيق أمان سير القطارات، والعمل على إعادة تأهيل محطة القدم التي تعرضت لأعمال تخريبية من المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت في المناطق المحيطة بها، وتجهيزها بكل المستلزمات الخدمية اللازمة وصيانة الخط الحديدي الواصل بين محطة القدم ومدينة المعارض (من أجل تسيير القطارات مع المحافظة على أمان سيرها) مروراً بمحطة السبينة بعد تعرض الخط لأعمال تخريبية لمسافة /18/ كم، إضافة إلى صيانة عربات نقل الركاب بعدد /30/ وإعادة تأهيل عربات أخرى بعدد /25/ بعد تعرضها لأعمال تخريبية، وبذلك يكون مجموعها 55 عربة نقل للركاب.
وأكد وزير النقل تجهيز القاطرات الموجودة في مديرية فرع دمشق بعد تعرضها لأعمال تخريبية، ونقل /6/ قاطرات من محطة حلب إلى دمشق براً (بعد إصلاحها وصيانتها في حلب) وذلك بالاستعانة بالآليات المتخصصة لنقل حمولةٍ كهذه من الشركة العامة لنقل الكهرباء، وبذلك يكون العدد الإجمالي الذي وضع لخدمة زوار المعرض الحالي حوالي 63 عربة نقل للركاب.
وأشار حمود إلى إنجاز بعض الأعمال بقصد استثمارها في المعرض مقدمتها تأهيل الخط الحديدي ووضع خطة لتنظيم حركة القطارات واستقبال ووداع الضيوف، وتأهيل طريق مطار دمشق الدولي وإجراء أعمال الصيانة لطريق المطار وطريق قصر المؤتمرات، إضافة إلى ترميم الأرصفة، واستكمال أعمال صيانة أجهزة الإنارة بموجب العقد المبرم مع الشركة العامة لأعمال الكهرباء والاتصالات، وصيانة الإنارة الليلية لضمان تأمين الإضاءة اللازمة للطريق، بما يؤمن الوضوح والرؤية الليلية.
وبين حمود أن وزارة النقل ستشارك في الدورة القادمة لمعرض دمشق الدولي ضمن الجناح السوري بمساحة 400م2 سيضم جميع قطاعات النقل البري والجوي والبحري والسككي واتحاد شركات الشحن، منوهاً بأنه سيتم من خلاله التعريف بجميع الخدمات التي تقدمها الوزارة للمواطنين وعرض المشاريع الإستراتيجية ورؤية الوزارة خلال الفترة القادمة.
وأشار حمود إلى أنه سوف يتم عرض ماكيت لأحد أهم المشاريع التي يتم العمل على تنفيذها خلال الفترة القادمة وهو نقل الإحضارات من حسياء في محافظة حمص إلى المحافظات السورية كافة، منوهاً بأن الماكيت يعرض لأول مرة عن هذا المشروع الضخم، والذي سيؤدي إلى مردود عالٍ يصل إلى عشرات المليارات سنوياً، حيث تقوم مؤسسة الخطوط الحديدية ومؤسسة إنشاء الخطوط الحديدية بالعمل على إنجاز هذا المشروع الضخم خلال هذا العام على أن يتم النقل إلى بقية المحافظات عند تجهيز الخطوط.
ولفت وزير النقل إلى قيام الإرهابيين ومشغليهم منذ بداية الحرب باستهداف السكك الحديدية وتقطيع أوصالها نظراً لأهميتها الكبيرة، إذ إنها تستطيع أن تنقل كميات كبيرة من البضائع في واحدة الزمن، ناهيك عن أنها آمنة مقارنة مع وسائل النقل الأخرى وصديقة للبيئة، مضيفاً: كما أن أجور النقل فيها تساوي حوالي نصف أجور النقل في الشاحنات والتي تتسبب بتخريب الطرقات، والذي لا يحدث عند النقل بالقطار، وبالتالي تحقق وفراً كبيراً في تكاليف الصيانة، فضلاً عن نوعية المواد التي يمكن أن تنقلها القطارات نتيجة الأسعار المتدنية للنقل، حيث يمكن نقل البضائع إلى مسافات بعيدة كالزفت وتوفير نسبة من 40 إلى 45% من المادة السائلة الزفتية التي هي الأغلى في المجبول الزفتي نتيجة استخدام بحصة حسياء عوضاً عن بحصة حلب من خلال إيصال القطار من حسياء إلى حلب ونقل الإحضارات، وبالتالي توفير التكاليف العالية وتأمين مواصفات جيدة للمجبول الزفتي والمجبول البيتوني.