كلام في الاقتصاد

سورية تفتح أبوابها

| عامر الياس شهدا

ليس جديداً على سورية أن تفتح أبوابها وقلبها، لأي مستثمر عربي أو أجنبي، وقد تميزت سورية بذلك عن باقي الدول، فبالرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي الذي لا يمكن لدول كبرى تحمله، إلا أن سورية بشعبها وجيشها أثبتت أنه مهما عظمت المصائب تبقَ متمسكة بالأمل وحريصة على امتلاك القوة للنهوض والمبادرة باتجاه بناء اقتصادها لإيمانها الراسخ في أنها تملك القدرة والمقدرات اللازمة للنهوض، وخير دليل على ذلك هو الحدث المميز لافتتاح معرض دمشق الدولي في دورته الحادية والستين، فافتتاح المعرض المرافق لانتصارات الجيش العربي السوري رسالة قوية للعالم وواضحة المعالم، فأهم ما جاء بهذه الرسالة أن الشعب السوري والجيش البطل يمتلكان الإصرار على تحقيق الانتصار على الإرهاب والنهوض بالاقتصاد الوطني مهما بلغت شدة العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري.

نعم سورية فتحت أبوابها الاقتصادية لكل المستثمرين الأذكياء الذين يؤمنون بمقدرات وقدرات سورية البشرية والطبيعية، وهذه الأمور خلقت الحوافز لدى مستثمرين كثر، قدموا إلى سورية للبحث عن فرص الاستثمار فيها رغم وضوح هذه الفرص، ونحن اليوم بتنا نشاهد بأم أعيننا مستثمرين من دولة الإمارات العربية وعمان والكويت وإيران والقرم والروس ودول أخرى، جميعهم أتوا إلى سورية لإقامة المشاريع الاستثمارية، ومنها مشاريع إستراتيجية، فالمستقبل الاقتصادي السوري مبشر ويخلق آفاقاً اقتصادية استثمارية مهمة لرؤوس الأموال، كل ذلك خلق أملاً كبيراً لدى السوريين، وأكد لهم أننا قادمون على مرحلة اقتصادية مهمة ستنهض بالاقتصاد وتعوض ما فات الاقتصاد السوري من تقدم وتطور خلال سني الحرب، هذا الإيمان بالنهوض ليس جديداً على الشعب السوري الذي عرف بعدم استسلامه للواقع وعرف بقدرته الفائقة على مواجهة الصعاب.

بكل شفافية ووضوح نقول: إننا نعاني مشاكل اقتصادية، وهذه المشاكل أثرت بشكل كبير في الاقتصاد الجزئي والكلي، إلا أنه لا يمكن وصفها بأنها مشاكل مستعصية على الحل، فأي دولة في العالم تمر بما مرت به سورية، وما تعرض له الشعب السوري من عقوبات اقتصادية ظالمة، فإن هذا سيؤدي إلى خلق آثار سلبية على قراراتها الاقتصادية إن كان على المستوى الجزئي أو الكلي، لذلك لا بد من العمل على استثمار ما سينتج عن التظاهرة الاقتصادية المهمة والأجواء المريحة التي خلقها افتتاح معرض دمشق الدولي، ما يلزمنا بمطالبة الجهات الرسمية والأهلية للاهتمام بدراسة القرارات الاقتصادية التي ستتخذ لدعم ما سينتج عن معرض دمشق الدولي، إن كان على المستوى الحكومي أو الخاص، فآلية صنع القرارات الاقتصادية على المستوى الجزئي، مهم جداً للمستثمر، حيث إنها تؤثر في هيكلية التكلفة، التي تنعكس على نتائج التحليل الاقتصادي الجزئي، فهذه النتائج تعتبر حجر الأساس الذي تبنى عليه الدراسات الاقتصادية بأكملها، وتعتبر دافعاً قوياً ومساعداً للمستثمر لاتخاذ قرار استثمار أمواله في سورية، ولا يعتبر ذلك كافياً لجذب الاستثمار، فإذا كانت الحكومة السورية جادة في إنجاح وتفعيل ما سينتج عن معرض دمشق الدولي عليها، فعليها أن تهتم بدراسة السلوك الاقتصادي الكلي ووضعه على السكة الاقتصادية الصحيحة، من خلال دراسة حلول وقرارات قد تكون صعبة، إلا أنها ملحة للوضع الاقتصادي السوري، ومن أهمها البطالة والتضخم ومستوى الأسعار وأسعار الفائدة، وأعتقد بهذه المناسبة أنه من المجدي والمهم جداً أن تبادر الحكومة في عقد لقاء موسع مع المستثمرين القادمين إلى سورية بمناسبة معرض دمشق الدولي، وتستمع لما يطرحونه من حلول وأفكار مساعدة على اتخاذ قرارات اقتصادية متناغمة مع تطلعات ورؤية المستثمر المستقبلية للاستثمار في سورية.

إن اتباع الشفافية في طرح مشاكلنا الاقتصادية وخلق حوار مع المستثمرين يعد دافعاً قوياً للمستثمر ويعطي انطباع أن الحكومة السورية لديها الإصرار على النهوض والتعاون الحقيقي والوثيق مع المستثمر لدخول الأسواق السورية، فتمازج الأفكار يعتبر طريقاً صحيحاً لاتخاذ القرار المنطقي والمقنع، ولا أعتقد أن هناك ما يمنع من إجراء عقد مثل هذا الحوار الموسع بهذه المناسبة الاقتصادية.

نعم وبكل تأكيد سورية تفتح أبوابها لكل المستثمرين العرب والأجانب وسورية بشعبها وقيادتها وحكومتها جاهزة لإجراء أي حوار اقتصادي من شأنه رفع وتيرة الاستثمار في بلد يملك فرصاً ذهبية لأصحاب رؤوس الأموال، ففتح الأبواب يعني الدعوة لاقتناص تلك الفرصة التي نادراً ما توجد بدول أخرى.
سورية بادرت وفتحت أبوابها، فأهلاً وسهلاً بكم في سورية المنتصرة على الإرهاب، والواثقة في قدرتها على النهوض الاقتصادي بإطار تشاركي سليم يحقق مصالح الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى