الاقتصاد ببساطة

التصدير «2».. زيت الزيتون السوري

|د. علي محمد

تتبوأ سورية مركزاً مهماً في قائمة أكثر الدول إنتاجاً لزيت الزيتون الذي اشتهرت فيه إلى جانب العديد من الزراعات الأخرى، فبحسب تقديرات عالمية كان الإنتاج العالمي لموسم 2023/2024 نحو 2,500,000 طن زيت، على حين يتوقع أن يرتفع إلى 2,700,000 طن في موسم 2024/2025، وبنظرة تاريخية لحجم الإنتاج السوري من زيت الزيتون، فبحسب منظمة الأغذية والزراعة بلغ الإنتاج في العام 1980 نحو 76207 طن بالمركز السادس عالمياً، و 55132 طناً في عام 1990 بالمركز السادس أيضاً، بينما ارتفع الإنتاج السوري بشكل كبير في العام 2000 ليبلغ 143424 طناً بالمركز الخامس عالمياً، أما ذروة ارتفاع الإنتاج السوري من الزيت فكان عام 2010، حيث بلغ الإنتاج نحو 202713 طناً محتلاً المركز الرابع عالمياً، ليتراجع خلال السنوات التالية ويصل إلى 108237 طناً في العام 2018 بالمركز السادس، على حين بلغ 115000 طن في العام 2021.
وقد صُنّف الإنتاج السوري من مادة الزيتون وزيت الزيتون بأنه الأفضل عالمياً لو جرى تحقيق جميع الشروط المتعلقة به من حيث المعايرة والتصفية والتعليب والتسويق، ولا سيما أن لدى سورية بحسب إحصاءات غير رسمية نحو 110 ملايين شجرة زيتون تنتج وسطياً 105000 طن زيت، مقارنة مع تونس (التي تنافسنا في الترتيب على قائمة الدول المنتجة للزيت) التي لديها ما يقارب 75 مليون شجرة زيتون فقط، بينما تنتج نحو 190 ألف طن زيت، وكثيرة هي الأمثلة عن إعجاب مستهلكي ومنتجي دول العالم بزيت الزيتون السوري، لدرجة أن بعض مباحثات الشراكة السورية الأوروبية التي كانت تعقد في بروكسل ما قبل الحرب كانت تتناول بعض المنتجات الغذائية السورية، ومنها زيت الزيتون، حيث كان بالإمكان حينها الحصول على كوتا لتصدير وتسويق كمية معينة من الزيت السوري للسوق الأوروبي بشروط المنتج الأوروبي المنشأ نفسها، وذلك وفقاً لتصريحات بعض المسؤولين عن هذا الملف في ذاك الوقت، إلا أن ذلك لم ينفذ للأسف.
ونظراً لكون هذه الأيام من العام هي أيام قطاف الزيتون، لا بد من إلقاء نظرة على قدرة زيت الزيتون السوري على النفاذ للأسواق الخارجية، حيث إنه يشكل نحو 20 بالمئة من إجمالي الكميات المصدرة من القطاع الغذائي في سورية خلال السنوات الثلاث الماضية، على حين بلغت نسبته 40 بالمئة من إجمالي قيم المواد الغذائية المصدرة خلال تلك الفترة، فبحسب البيانات الصادرة عن موسوعة المصدر السوري، فقد بلغت صادرات زيت الزيتون في العام 2021 نحو 12700 طن بقيمة تعادل 28 مليون دولار تقريباً، بينما بلغت في العام 2022 نحو 8000 طن بقيمة تعادل 19 مليون دولار تقريباً، على حين بلغت صادرات العام 2023 نحو 24000 طن بقيمة تعادل 58 مليون دولار تقريباً.
ونظراً لجودة زيت الزيتون السوري يتم تصديره إلى العديد من دول العالم، تأتي تركيا في المقدمة بنسبة 47 بالمئة من مجمل صادرات الزيت بحسب موسوعة المصدر السوري، (تركيا تحتل مناطق واسعة تعتمد على زراعة الزيتون)، وحلت إيطاليا ثانياً بصادرات بلغت 9 ملايين دولار في العام 2023، والسعودية ثالثاً بصادرات بلغت 12.7 مليون دولار، 4.3 ملايين دولار، 7 ملايين دولار في الأعوام 2021، 2022، 2023 على الترتيب، على حين جرى التصدير أيضاً إلى كل من الإمارات، الكويت، إسبانيا، تونس، مصر، قطر، اليمن بكميات بلغت 10.4 ملايين دولار، 8.5 ملايين دولار، 12 مليون دولار في الأعوام 2021، 2022، 2023 على الترتيب.
ومما سبق يتضح أن مادة زيت الزيتون السوري لها نصيب مهم من صادراتنا، إلا أنه ونظراً للواقع الاقتصادي السيئ، لا يجب تحديد السقف المسموح بتصديره إلا بعد جني وقطاف المحصول، ولا سيما في السنوات التي يشهد فيها الإنتاج انخفاضاً متتالياً كهذه السنة مثلاً، مع ضرورة تقدير احتياج السوق المحلية من المادة بغية شراء المواطن احتياجه بسعر متوازن ومستقر، ومن بعدها الإعلان عن سقف الكميات المتاحة للتصدير، فبحسب بعض التقديرات فإن حجم الطلب المحلي على زيت الزيتون يقارب 100 ألف طن سنوياً.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى