الذكاء الاصطناعي.. هل يهدد
تثير تقنيات الذكاء الاصطناعي الكثير من القلق في العالم منذ بدأت الطفرة الحالية التي تشهدها، والتي تجلت مؤخراً في ظهور برنامج الدردشة الذكي «تشات جي بي تي» الذي أحدث جدلاً واسعاً، وأثار العديد من التساؤل حول ما إذا كان هذا الذكاء يتجه تدريجياً إلى التفوق على العقل البشري ويقترب من أن يصبح أكثر ذكاءً من الإنسان، بما يعني أنه سيشكل تهديداً للبشرية.
لكن الجدل حول قدرات الذكاء الاصطناعي في أوساط العلماء والمختصين تعود إلى ما قبل أكثر من عشر سنوات، وفي عام 2014 نشر الفيلسوف البريطاني نيك بوستروم كتاباً عن مستقبل الذكاء الاصطناعي تحت عنوان مشؤوم «الذكاء الفائق: المسارات والمخاطر والإستراتيجيات»، وقد أثبت هذا الكتاب تأثيره الكبير في الترويج لفكرة مفادها أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة قد تصبح أكثر قدرة من البشر، وقد تسيطر على العالم يوماً ما وتدمر البشرية.
وتتزايد المخاوف من «الذكاء الاصطناعي الفائق» والإمكانات التي سيتمتع بها، وما إذا كان من الممكن أو من المحتمل أن يؤدي إلى تدمير البشرية ويتفوق على العقل البشري.
ومع ذلك، وجدت ورقة بحثية حديثة من باحثين في شركة «أبل» أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي تواجه مشكلة كبيرة في حل مشاكل التفكير الرياضي الحقيقية. وتظهر تجاربهم أن مخرجات هذه النماذج تبدو وكأنها تشبه مطابقة الأنماط المعقدة بدلاً من التفكير المتقدم الحقيقي، وهذا يشير إلى أن «الذكاء الفائق» ليس وشيكاً كما يعتقد الكثيرون.
ويعتقد البعض أن وتيرة التقدم السريع للذكاء الاصطناعي التي شهدناها على مدى السنوات القليلة الماضية ستستمر أو حتى تتسارع، حيث تستثمر شركات التكنولوجيا مئات المليارات من الدولارات في أجهزة وقدرات الذكاء الاصطناعي، لذا لا يبدو هذا مستحيلاً.
وقال تقرير: إنه إذا حدث هذا، فقد نرى بالفعل ذكاءً فائقاً عاماً في غضون بضعة آلاف من الأيام.
وجاءت العديد من النجاحات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي من تطبيق تقنية تسمى «التعلم العميق»، وهي تكنولوجيا تجد أنماطاً ارتباطية في مجموعات هائلة من البيانات.