سباق الليثيوم.. من يسيطر على صناعة المستقبل بحلول 2030؟
تعتبر بطاريات الليثيوم-أيون من المكونات الأساسية في التحول نحو اقتصاد نظيف ومستدام، حيث تتميز بكثافة الطاقة العالية والكفاءة، وتُستخدم هذه البطاريات في مجموعة واسعة من الأجهزة، بدءاً من الهواتف الذكية حتى السيارات الكهربائية ما يجعلها جزءاً حيوياً من التكنولوجيا الحديثة.
ومع تطور الصناعة بشكل مستمر، تبرز بعض الدول كلاعب رئيس في إنتاج بطاريات الليثيوم-أيون، ما يعزز سيطرتها على هذه السوق المتنامية.
وتعد الصين الدولة الرائدة في إنتاج بطاريات الليثيوم-أيون، ومن المتوقع أن تواصل هذه السيطرة حتى عام 2030.
وتشير التقديرات إلى أن الشركات الصينية ستستحوذ على نحو 70 بالمئة من القدرة الإنتاجية العالمية لهذه البطاريات بحلول ذلك العام.
ويبلغ إجمالي القدرة الإنتاجية المتوقعة للصين نحو 6268,3 غيغاواط/ساعة، وهو رقم ضخم يوضح حجم الاستثمارات والبنية التحتية التي أقامتها الصين لدعم هذه الصناعة، وفقاً لـ«benchmarkminerals».
والصين ليست مجرد مصنع لبطاريات الليثيوم-أيون، بل تمتد سيطرتها عبر سلسلة التوريد الكاملة للمركبات الكهربائية، بدءاً من استخراج المعادن وصولاً إلى إنتاج السيارات الكهربائية، وهذا التكامل العمودي يمنح الصين ميزة تنافسية كبيرة، ويعزز قدرتها على الحفاظ على هيمنتها في المستقبل.
ورغم أن الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثانية بعد الصين، فإنها تعمل جاهدة لتوسيع قدرتها الإنتاجية في هذا المجال. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية للولايات المتحدة إلى نحو 1260,6 غيغاواط/ساعة، وتقود هذا النمو شركات عملاقة مثل «تسلا» و«إل جي إنرجي سوليوشن» (LG Energy Solution).
وتعتبر تسلا، بشراكاتها واستثماراتها الكبيرة في التكنولوجيا المتقدمة، من أبرز الفاعلين في هذا المجال على مستوى العالم، وتسعى من خلال مصانعها إلى زيادة إنتاج البطاريات بشكل ملحوظ.
وفي أوروبا، تتصدر ألمانيا السباق نحو إنتاج بطاريات الليثيوم-أيون، مع توقعات بأن تصل قدرتها الإنتاجية إلى 261,8 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030.
وتعد شركة تسلا من اللاعبين الرئيسيين في السوق الألماني بفضل مصنع «غيغا برلين»، وهو أول مصنع لتسلا في أوروبا، كما تسهم شركات أخرى مثل «نورثفولت» (Northvolt) وفولكس فاجن (VW) في دعم الصناعة الأوروبية والتوسع في إنتاج البطاريات.
ومع تزايد الطلب على البطاريات، لاسيما في السيارات الكهربائية والهواتف الذكية، يستمر التركيز على تطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة البطاريات وتقليل تكلفتها.
وكالات