البنوك تتصدر تداولات بورصة دمشق … البورصة في 2019: 32.7 مليار ليرة قيمة تداولات 84.8 مليون
سهم قاسم: سعر الصرف أثر سلباً في أداء المستثمرين وأسعار الأسهم
| علي محمود سليمان
شهدت تداولات سوق دمشق للأوراق المالية خلال العام 2019 تحسناً ملحوظاً في القيم والأحجام، خلافاً لواقع أسعار الأسهم، التي انخفضت بمعظمها، إثر زيادة عمليات البيع.
وبالأرقام، بلغت قيمة التداول 32.7 مليار ليرة سورية، بمعدل يومي (كل جلسة تداول) يصل إلى 139 مليون ليرة، لإجمالي الصفقات العادية والضخمة، التي اشتملت على ما يقرب من 84.8 مليون سهم، بوسطي يومي 359.2 ألف سهم.
وزاد حجم التداول في السوق العام الماضي بنحو 176 بالمئة عن العام السابق (2018)، وزادت قيمة التداول بنحو 26 بالمئة.
وبحسب التقرير السنوي للسوق، فقد ارتفعت القيمة السوقية لجميع الشركات المدرجة (28 شركة) لتقارب 1061 مليار ليرة في نهاية عام 2019، أي بزيادة نسبتها نحو 59 بالمئة عن القيمة السوقية في نهاية العام 2018، وذلك نظراً لإدراج أسهم كل من شركة سيريتل وMTN وإسمنت البادية في السوق وزيادة رأسمال العديد من الشركات المدرجة.
وتصدر قطاع البنوك المرتبة الأولى في تداولات العام الماضي، بنسبة تداول تقرب من 89 بالمئة من القيمة الإجمالية للتداول، يليه قطاع الاتصالات بنسبة تتجاوز 5 بالمئة.
وانخفضت أسعار أسهم 18 شركة على أساس سنوي خلال 2019، مقابل 5 شركات ارتفعت أسعارها، و5 شركات لم تتغير أسعارها.
وتصدر القائمة الخضراء سهم بنك سورية والخليج الذي ارتفع سعره خلال 2019 بنسبة 26.7 بالمئة، ثم سهم الأهلية للنقل بنسبة 14.5 بالمئة، في حين أن أكثر الأسهم التي انخفض سعرها كان سهم بنك سورية الدولي الإسلامي بنسبة 42.4 بالمئة، تلاه بنك البركة بنسبة 41.8 بالمئة.
وأغلق مؤشر سوق دمشق للأوراق المالية (DWX) في نهاية عام 2019 عند مستوى 5837 نقطة، منخفضاً بنسبة 6 بالمئة عن العام الماضي، حيث كانت أدنى قيمة له خلال العام الماضي 5431 نقطة بتاريخ 03/12/2019، وأعلى قيمة له 6221 نقطة بتاريخ 16/1/2019.
كما أغلق مؤشر الأسهم القيادية (DLX) عند مستوى 980 نقطة، منخفضاً بمقدار 20 نقطة، أي ما نسبته 2 بالمئة عن موعد إطلاقه خلال عام 2019.
أما الأسهم الأكثر تداولاً من حيث القيم، فقد جاء في المقدمة سهم بنك سورية والخليج بقيمة 15 مليار ليرة، نظراً للصفقات الضخمة التي نفذت عليه، ومن ثم سهم بنك سورية الدولي الإسلامي بقيمة 5.3 مليارات ليرة، يليه بنك البركة بقيمة 3.2 مليارات ليرة تقريباً.
أما الأسهم الأقل تداولاً، فكان سهم المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق بقيمة 24 ألف ليرة، ثم سهم سولدارتي للتأمين بقيمة 1.6 مليون ليرة، ثم سهم الشركة السورية الدولية للتأمين- أروب بقيمة 1.9 مليون ليرة.
وفي حال استثناء الصفقات الضخمة، والتركيز على الصفقات العادية التي عقدت خلال 236 جلسة تداول العام الماضي، والتي بلغ عددها 17865 صفقة (والصفقات الضخمة 48)، فقد بلغ حجم التداول فيها نحو 44 مليون سهم، بوسطي يومي 186.4 ألف سهم، وبزيادة 139.8 بالمئة مقارنة مع العام 2018، بقيمة تداول قاربت 16.4 مليار ليرة، زادت بنسبة 12 بالمئة عن العام السابق، وبوسطي يومي نحو 69.3 مليون ليرة.
تقلبات سعر الصرف
بين المدير التنفيذي لسوق دمشق للأوراق المالية عبد الرزاق قاسم لـ«الاقتصادية» أن انخفاض مؤشر بورصة دمشق خلال العام 2019 ارتبط بشكل أساسي بتقلبات سعر الصرف نتيجة الظروف التي مر بها الاقتصاد السوري، إذ يلعب سعر الصرف دوراً محورياً في أي اقتصاد، ولاسيما من حيث تأثيره على الأسواق المالية على اعتبار أنه توجد علاقة سببية بين المؤشر العام لأسعار الأسهم وبين سعر الصرف.
ونوّه بأن تقلبات سعر الصرف كان لها أثر في أداء المستثمرين في السوق وتفضيلاتهم، إذ توجه العديد منهم إلى تسييل أسهمهم، ما أدى إلى زيادة العرض على أسهم بعض الشركات المدرجة وهبوط أسعارها، كما أن زيادات رأس المال التي قام بها العديد من الشركات خلال العام 2019 ساهمت أيضاً في انخفاض أسعار الأسهم، كتلك الشركات التي قامت بزيادة رأس مالها عن طريق توزيع أسهم مجانية بنسبة 100%، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعر السهم بسبب تعديل السعر المرجعي لتلك الورقة المالية.
وبين قاسم أن السوق كانت بدأت التواصل مع عدة شركات بغاية البحث في إدراجها ضمن السوق خلال 2020، ومنها الشركة العربية للمنشآت السياحية وشركة المشرق العربي للتأمين، لأنها من الشركات المحققة لشروط الإدراج في السوق، إلا أن هناك بعض القضايا المعلقة على الشركة العربية للمنشآت السياحية التي يجب أن تعالج قبل الإدراج ولاسيما تلك الجوانب الخاصة بعلاقة تلك الشركة مع وزارة السياحة من جهة توحيد أنواع الأسهم الموجودة في الشركة حيث توجد إشكالية حقيقية بإدراجها لكونها ذات طبيعة مختلفة.
ولفت إلى أن العام 2020 قد يشهد إتمام عملية الانتقال إلى المقر الجديد للبورصة في يعفور، حيث تم في العام الماضي إجراء بعض المناقصات لإتمام هذه العملية، إلا أنه وبسبب الظروف السائدة في العام 2019 لم يلتزم بعض العارضين بعروضهم، أما بقية الأعمال فقد قامت السوق بإنجاز صيانة كاملة للبناء، وتم التعاقد على إحضار التجهيزات المكتبية من شاشات ومفروشات لصالة التداول وسيتم إنجاز بقية الأعمال خلال الفترة القادمة.
وأشار إلى أن بورصة دمشق تعمل على إطلاق عدة خدمات وتنفيذ عدة مشاريع ضمن العام 2020، ومنها إطلاق خدمة التداول الإلكتروني، ونقل عملية توزيع الأرباح النقدية لجميع المساهمين إلى السوق عبر مركز المقاصة والحفظ المركزي، وإنجاز جميع العمليات المستثناة من التداول ولاسيما (التحويلات العائلية والإرثية) من خلال المصارف العاملة من دون الحاجة إلى حضور طالب العملية إلى مبنى السوق.