شؤون محلية

موسم الحرائق!! الخسائر تجاوزت 1.3 مليار ليرة والفاعل مجهول زاد في الأضرار ارتفاع الحرارة وقلة وسائل الإطفاء

محمود الصالح

تجاوزت المساحات المزروعة بالشعير والتي تعرضت للحريق خلال الموسم الحالي 15800 هكتار إضافة إلى 80 هكتاراً مزروعة بالقمح في محافظات حلب وحماة والرقة والحسكة، وذلك حتى الخامس والعشرين من أيار الماضي، وحسب متوسط الإنتاج في هذه المحافظات تقدر كميات الإنتاج التي خسرناها نتيجة هذه الحرائق بحدود 10345 طناً من الشعير تقدر قيمتها حسب التسعيرة الرسمية لدى مؤسسة الأعلاف بحدود 1.3 مليار ليرة سورية. ومن محصول القمح 240 طناً تقدر قيمتها بحدود 45 مليون ليرة سورية حسب تسعيرة السورية للحبوب.
ويعود سبب تدني المساحة التي تعرضت للحريق في محصول القمح إلى أن أغلب المساحات المزروعة بالقمح هي مروية، ولم تنضج بعد، لذلك فهي غير قابلة للحريق، وما تعرض للحريق من القمح هو من المساحات المزروعة بشكل بعل.
رصدت «الاقتصادية» واقع هذه الحرائق من خلال المتابعة مع مديري الزراعة في هذه المحافظات، وكانت أكثر الأرقام وضوحاً من محافظة حلب، حيث أكد مدير زراعة حلب نبيه مراد أن المساحات المزروعة بالحبوب في حلب خلال الموسم الحالي تبلغ من القمح المروي + البعل بحدود 300457 هكتاراً، ويقارب إنتاجها نحو 597102 طن، أما محصول الشعير فقد بلغ مجموع المساحة المروية + البعل حوالي 387107 هكتارات ويقدر إنتاجها بحدود 473935 هكتاراً. مشيراً إلى أنه وفي المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة تبلغ المساحات المزروعة والإنتاج الأولي المتوقع لمحصولي (قمح – شعير) للقمح المروي والبعل بحدود 68284 هكتاراً. مجموع الإنتاج للقمح بحدود 203507 أطنان مجموع المساحة للشعير المروي والبعل نحو 139675 هكتاراً، ومجموع الإنتاج للشعير يساوي 195958 طناً.
وعن المساحة المصابة بالصدأ الأصفر قال مراد: إن المساحة المصابة بالصدأ الأصفر في المناطق الآمنة 50 هكتاراً في الريف الجنوبي و10 هكتارات في الريف الشرقي من أصل مجموع المساحة المزروعة والبالغة نحو 70 ألف هكتار.

وأشار مدير الزراعة إلى وجود حوالي 330 حصادة تعمل في المحافظة، منها 125 حصادة في السفيرة و35 حصادة في دير حافر و75 حصادة في سمعان و75 حصادة في منبج و5 حصادات في الباب و15 حصادة في إعزاز، منوها ًبأن المساحة المحصودة من محصول الشعير حتى تاريخ 20 أيار بلغت 15 ألف هكتار وبلغ متوسط المردود 3 أطنان هكتار، وبناءً على كتاب وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي رقم 794/ ص ت2 تاريخ 11/5/2019 المتضمن عدم استلام محصول الشعير إلا من المساحات المرخصة بموجب التنظيم الزراعي وبعد التأكد من إرفاق الكميات المسوقة بشهادة المنشآت، وأن يتم الاستلام من المزارعين حصراً تم التعميم على الدوائر الزراعية في الريف مضمون الكتاب.
مع الإشارة إلى أنه تم رفع مقترح لوزير الزراعة من المحافظ واللجنة الزراعية بإمكانية تسويق محصول الشعير للمساحات غير المرخصة وذلك بموجب كشف حسي وثبوتيات الملكية وتمت موافقة رئاسة مجلس الوزراء على ذلك.

1555 هكتاراً في حلب

وعن الأضرار التي تعرض لها المحصول نتيجة الحرائق بيّن مراد أنه قد بلغت الأضرار نتيجة الحرائق لمحصول القمح (55.3) هكتاراً، ولمحصول الشعير (1554.5) هكتاراً موزعة كما في الجدول أدناه:

المحصول القرية  المنطقة المساحة المتضررة «هكتار» كمية الإنتاج الفاقد/طن
شعير مشرفة الحلاج جبل سمعان 30 70
شعير هوير   6 18
شعير عوينات كبيرة   9 30
شعير كريكيلة   22 66
قمح دريكيلة   3 12
شعير العويشية الباب 11 20
شعير رسم الحمام منبج 5 17.5
شعير جناة سلامة منبج 1.5 4.5
شعير شنهصة منبج 3 9
شعير أم أركيلة دير حافر 4.5 15.7
قمح جناة سلامة منبج 0.3 2
شعير حميمة كبيرة دير حافر 0.5 1.5
شعير تبارة ماضي دير حافر 0.5 1.5
شعير رسم عبود دير حافر 0.5 1.5
شعير أم رسوم منبج 15 40
شعير الخضة منبج 37 90
شعير خربة شهاب منبج 15 40
شعير خربة علاوى/ أراضي بادية منبج 170 255
شعير الخضة منبج 3 9
شعير أبو طويل منبج 4 12
شعير شنهصة منبج 100 300
شعير السلمية منبج 30 90
شعير مسكنة (مدينة الغار) منبج 3 9
شعير أم العمد دير حافر 6 18
مجموع
(قمح)
55.3 174
مجموع
(شعير)
1554.5 3289

وتابع: فيما يتعلق بتسويق محصول القمح تمت مراسلة وزارة الزراعة للتوجيه بخصوص إمكانية منح شهادات منشأ للتجار أو المتعهدين لتسويق القمح من المناطق غير الآمنة ولم يردنا الرد حتى تاريخه.
واقترحت اللجنة الزراعية الفرعية بحلب، الموافقة على معاملة الجمعيات الفلاحية كالقطاع الإفرادي بالنسبة لتعليمات بيع الأكياس مع ضمانة من اتحاد الفلاحين بتوريد هذه الكميات، وقبول التفويض من اللجنة الزراعية الفرعية في دفع ثمن الأكياس، وأن يتم ترحيل المبالغ المحصلة للمصرف التجاري على مراحل حتى الساعة 12.30 ظهراً وبعد الساعة 12.30 يستمر استلام مبالغ المزارعين حتى الوصول إلى سقف الصندوق لدى المؤسسة وهو مليون ليرة، وتحديد تاريخ 9/6/2019 موعداً للبدء استلام الأقماح في حلب.
وبيّن مدير الزراعة أنه تمّ الاتفاق على تسعيرة الحصاد وتحديد أجور حصاد الهكتار المروي مع دراسة 35 ألفاً، وأجور حصاد الهكتار المروي من دون دراسة 30 ألفاً، وأجور حصاد الهكتار البعل مع دراسة 25 ألفاً، وأجور حصاد الهكتار البعل من دون دراسة 20 ألفاً.
أوضح مراد أنه تم اقتراح تشكيل لجنة مشتركة لاستلام المحاصيل الواردة من المناطق غير الآمنة عند أول معبر مؤلفة من (الحبوب، الزراعة، اتحاد الفلاحين، الجيش) ستقوم هذه اللجان باستلام الحبوب بغض النظر عن شهادات المنشأ وإحالتها إلى مؤسسة الحبوب لاستلامها.
وأشار مراد إلى أن الخسائر الاقتصادية للحرائق بحدود 4662 طناً من الشعير و165 طناً من القمح، وذلك حتى 25 أيار الماضي.

11530 هكتاراً في حماة

في حماة أكد مدير زراعة حماة عبد المنعم الصباغ استمرار تعرض المحاصيل الزراعية للحرائق في أغلب مناطق المحافظة، حيث وقعت حرائق في دوائر الزراعة في حماة أدت إلى حرق 11530 هكتاراً مزروعة بمحصول الشعير وبعض المساحات فيها بقايا محاصيل وقش، وبلغت نسبة الضرر 100 % لهذه المساحة نتيجة الحريق الكلي، مضيفاً: وهناك 70 هكتاراً مزروعة بالقمح بلغت نسبة الأضرار فيها 100% نتيجة احتراقها بشكل كلي، كما تعرضت 900 هكتار مزروعة بأشجار الزيتون، وتراوحت نسبة الضرر في حقول الزيتون بين 50-75 %.
وأوضح الصباغ أن هذه الحرائق توزعت في مناطق السلمية والصبورة ومصياف ومحردة وغيرها من المناطق، لافتاً إلى قيام سيارات الإطفاء بالتعامل مع هذه الحرائق لمنع انتشارها إلى أماكن أخرى، مبيناً أن حوادث الحريق كانت قد بدأت منذ بداية شهر أيار نتيجة جفاف المحاصيل الشتوية، وارتفاع درجات الحرارة، التي تساعد على انتشار وسرعة الحريق.
وبين الصباغ أن الخسائر الناجمة عن هذه الحرائق تقدر بحدود 3843 طناً من الشعير و210 أطنان من القمح. وهذه التقديرات وفق متوسط المردود لهذا الموسم.

2100 هكتار في الرقة

بدوره بيّن مدير زراعة الرقة علي الفياض أن نسبة الحرائق في هذا العام أكبر مما كانت عليه في السنوات السابقة، بسبب النمو العشبي الكثيف للمحاصيل الشتوية، وهو ما يساعد على انتشار الحريق، ويزيد من صعوبة الإطفاء.
وأشار الفياض إلى أن المساحات التي تعرضت للحريق خلال الفترة الماضية بلغت أكثر من ألفي هكتار أغلبها مزروعة بمحصول الشعير، وقد توزعت هذه الحرائق في أبو صخرة 100 هكتار والطركة 100 هكتار والمحمودلي 300 هكتار والطويحينة 100 هكتار وقرى الدروبية والمرندية والعمارة والحصان والمنتفعة، وبلغ مجموع الحرائق فيها بحدود ألف هكتار وفي قرية العويد غرب بلدة عين عيسى بلغت المساحة المحروقة 200 هكتار، وفي قرية المغلة تعرضت 50 هكتاراً مزروعة بالفصة للحريق بشكل كامل إضافة إلى وجود مساحات صغيرة موزعة على باقي مناطق المحافظة يصل مجموع مساحتها إلى 300 هكتار، معتبراً أن أغلب حالات الحرق ناجمة عن عدم الشعور بالمسؤولية وقلة الوعي والإهمال، إضافة لعدم وجود سيارات إطفاء للحرائق، ويقدر متوسط إنتاج الهكتار الواحد من الشعير البعل بحدود 2500 كغ .

620 هكتاراً في الحسكة

من جانبه أكد مدير زراعة الحسكة عامر سلو حسن أن مساحة المحاصيل التي تعرضت للحريق خلال الموسم الحالي تجاوزت 620 هكتاراً أغلبها مزروعة بمحصول الشعير، وتوزعت هذه المساحات إلى مناطق رأس العين 130 هكتاراً وتل براك 120 هكتاراً والحسكة 80 هكتاراً والشدادي 90 هكتاراً إضافة إلى 200 هكتار متفرقة في مختلف المناطق، منها 25 هكتاراً مزروعة بالقمح.
وبيّن مدير الزراعة نسب الضرر في هذه المساحات بلغت 100% ولم يم تحديد المتسبب بهذه الحرائق ونسبت إلى مجهولين، مقدراً كمية الإنتاج الذي تمت خسارته نتيجة هذه الحرائق بأكثر من ألف طن من مادة الشعير، أما القمح فهي بحوالي 125 طناً.
وتشير مصادر أهلية في أغلب المناطق الزراعية إلى أن أسباب معظم الحرائق الإهمال وقلة المسؤولية الناجمة عن إلقاء أعقاب السجائر على الطرقات العامة، ما يتسبب في هذه الحرائق، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تساعد في عمليات الاشتعال. كل ذلك يضاف إلى عنصر المفاجأة، حيث تحدث هذه الحرائق بعيداً من علم أهلها الذين يحتاجون وقتاً طويلاً لتوفير الآليات المساعدة لمحاصرة الحريق من جرارات وغيرها، في ضوء قلة وجود سيارات الإطفاء وخصوصاً في الحسكة والرقة، ما يزيد من المساحة المتضررة نتيجة التأخر في السيطرة على هذه الحرائق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى