شؤون محلية

فرع التراث والموبيليا في مؤسسة الإسكان العسكريه للحفاظ على إرث سورية التاريخي … ترميم قلعة دمشق والجدار الغربي للجامع الأموي وإعادة تأهيل مبنى مجلس الشعب «البرلمان»

| محمود شاهين

بيّن مدير فرع التراث والموبيليا في مؤسسة الإسكان العسكريه أنه تم تأسيس مكتب التراث في مؤسسة الإسكان العسكرية بموجب القرار رقم 38 تاريخ 9/10/1986 وتم ضم المعامل الاختصاصية لمكتب التراث وسميت مجموعة التراث والموبيليا بموجب القرار رقم /4898/ تاريخ 20/12/1995، مضيفاً: وتم تعديل التسمية من مجموعة التراث والموبيليا إلى فرع التراث والموبيليا بموجب القرار رقم /13264/ تاريخ 21/12/2008 الصادر عن وزير الدفاع، واعتبر من الفروع الاختصاصية.
وأوضح برنية أن الفرع يمارس نوعين أساسيين من الأعمال، أحدهما أعمال التراث، حيث تم في العام 1984 أخذ القرار بالدخول في أعمال الترميم للمباني التي تحمل طابع التراث في القطر، لما لهذا النشاط من أهمية كبيرة للمحافظة على الإرث التاريخي، الذي يعبر عن حضارة وأصالة الشعب العربي السوري، مبيناً أنه ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان لابد من إيجاد قاعدة أساسية للنهوض بهذا العمل وفق الأسس العلمية، ومن ثم تمّ البدء باستقطاب مجموعة من المهندسين الاختصاصيين ومن العمال الفنيين المؤهلين للعمل في مجال الترميم وتمت المباشرة بهذه الأعمال.

مشاريع تراثية

وأشار إلى المشاريع المنجزة من الفرع ومنها مشروع ترميم قلعة دمشق، هذه الآبدة التاريخية التي كانت بحاجة ماسة إلى الترميم، حيث كان البرج الجنوبي الغربي للقلعة منهاراً تماماً وغير موجود، مضيفاً: من أجل ذلك تعاقدت المديرية العامة للآثار والمتاحف مع مؤسسة الإسكان العسكرية مكتب التراث من أجل القيام بأعمال الترميم، وقد شملت عملية الترميم إجراء الدراسات التاريخية والهندسية الفنية من أجل بناء هذا البرج وإعادته إلى وضعه الطبيعي وفق الأسس المعمارية للقلعة، وكذلك تم ترميم البدنة الغربية للقلعة وترميم البرج الشمالي الغربي مع ترميم البدنة الشمالية للقلعة، وشمل الترميم إعادة بناء القبوات المنهارة وإعادتها إلى ما كانت عليه، وتمت هذه الأعمال بأيدي السوريين المهرة من مهندسين وغيرهم.
كما قام الفرع بمشروع ترميم الجدار الغربي للجامع الأموي بدمشق بعد إزالة التعديات المتعاقبة التي كانت مبنية على الجدار الغربي للجامع جانب المسكية، حيث تبين فقدان العديد من الأحجار المكونة لهذا الجدار، وتمت المباشرة بدراسة هذه الواجهة وترقيم الأحجار ومواقعها وتمت إعادة استكمال ملء الفراغات من هذه الأحجار بأحجار قريبة جداً من الأحجار الأساسية المكونة للجدار.
إضافة لإنجاز مشروع ترميم خان أسعد باشا بدمشق (البزورية) حيث تم التعاقد على ترميم خان أسعد باشا، وبعد توصيف الحالة الراهنة له تبين أنه يعاني تشققاً كبيراً بجدرانه الحجرية الداخلية، وتشققاً بالقباب الموجودة فيه، التي تعلو الفسحة السماوية له نتيجة عوامل الزمن بعد بنائه، وقام المهندسون الاختصاصيون بوضع الدراسات الهندسية والفنية اللازمة لإعادة الترميم، وتم استعمال الأحجار نفسها التي بني منها أصلاً الخان، وتمت إعادة ترميم القباب، وكذلك تم ترميم واجهة المقرنصات الحجرية الموجودة على مدخله.
كما قام الفرع بمشروع ترميم مكتب عنبر بدمشق والذي يعتبر من الأبنية التراثية المهمة في مدينة دمشق القديمة، لما يحتوي على زخارف ونقوش ذات قيمة فنية عالية، ونتيجة لتعرضه في العام 1987 إلى حريق كبير أتى على قسم كبير منه، تمت أعمال الترميم اللازمة حسب الأصول وتمت إعادة الوضع إلى ما كان عليه.
وأشار برنية إلى قيام الفرع بإنجاز مشروع ترميم حي الحمراوي الذي يقع بالقرب مع الجامع الأموي بدمشق، وهو عبارة عن بيوت سكنية من النسيج المعماري لدمشق القديمة، تمت إعادة ترميمه هو والعديد من البيوت ضمن مدينة دمشق القديمة، منها بيت السباعي وبيت القوتلي وبيت الصواف، كما تم ترميم بعض البيوت الدمشقية خارج السور ومثالها مدرسة محمد البزم وابن كثير الدمشقي في حي المهاجرين، وكذلك مدرسة حسن الخراط الواقعة في حي القنوات وغيرها.
ولفت إلى أن أعمال الترميم امتدت إلى باقي المحافظات، حيث تم ترميم خان رستم باشا في مدينة حماة وكذلك ترميم مغارة كفر بهم في ريف حماة.
إضافة للقيام بأعمال ورشات وتنفيذ إكساءات شرقية لمبانٍ جديدة، حيث قام الفرع بإجراء دراسات لعدة مشاريع مهمة وتنفيذ إكساءات شرقية شملت – الحفر على الخشب وأعمال الخيط العربي وأعمال النحت على الأحجار والمقرنصات الحجرية ومن أهم هذه المشاريع، إضافة لإعادة تأهيل مبنى مجلس الشعب (البرلمان) التي شملت الاختصاصات الهندسية كافة.
وقال: قامت المؤسسة ببناء دار الأسد للثقافة والفنون، وكان لفرع التراث والموبيليا الدور الكبير في تنفيذ أعمال الديكورات الخشبية الداخلية وإكساء مدرجات قاعة الأوبرا الرئيسية، كما قام الفرع بإعادة تأهيل الدار بعد تعرضها للاعتداءات الإرهابية الأخيرة، كما قام بإعادة تأهيل العديد من المباني الحكومية التي تعرضت للأعمال الإرهابية في مدينة دمشق وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.

نشاط صناعي

وأوضح أن الفرع يضم ثلاثة معامل أساسية واختصاصية في المؤسسة هي معمل الموبيليا الخشبية.
يعتبر هذا المعمل النشاط الأبرز في عمل الفرع، موضحاً بأن المعمل أنشئ في العام 1980 وهو أكبر وأضخم معمل موبيليا خشبية موجود في سورية، حيث يمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويضم مستلزمات العمل المطلوبة كافة لإنتاج الموبيليا الخشبية، ويحتوي على العديد من الآلات المتنوعة والمتخصصة في صناعة الموبيليا، التي تحقق التكامل في هذه الصناعة من حيث وجود خطوط للإنتاج النمطي (المتكرر)، وكذلك خطوط إنتاج للموبيليا المتنوعة، وتعتبر صناعة الموبيليا الخشبية في مؤسسة الإسكان العسكرية من الصناعات العريقة من خلال الخبرات الفنية العالية التي ساهمت في معمل المؤسسة، وهي شاهدة حتى هذا التاريخ على الجودة الفنية العالية.
وينتج المعمل المفروشات الخشبية بأنواعها المكتبية كافة، منها (الطاولات – المكتبات وغيرها…) والمنزلية منها (غرف النوم – غرف الجلوس – غرف الاستقبال… وغيرها)، وذلك وفق النماذج المطلوبة، ويستخدم من أجل ذلك أفضل أنواع المواد الأولية التي تدخل في عمليات التصنيع، وكذلك الفنيون المهرة في جميع مجالات هذه الصناعة، كما يضم المعمل ورشات خاصة تعنى بالأعمال التي تحمل طابع التراث الشرقي مثل الحفر على الخشب بأنواعه كافة، وكذلك الزخرفة النباتية الملونة (العجمي)، وقد وصل تعداد العمال في أوج إنتاجه إلى 425 عنصراً (مهندسون وفنيون).

تسويق

وأشار إلى أن المعمل تعاقد منذ نشأته على فرش العديد من الوزارات والإدارات والهيئات الحكومية ومنها: (وزارة العدل مع العدليات التابعة لها والمنتشرة في المحافظات – ومديريات الصحة المنتشرة أيضاً – وأبنية التعليم ومستوصفات الخدمات الطبية والمشافي العسكرية وغيرها..، وكذلك مع تلبية طلبات القطاع الخاص كما نفذ المعمل العديد من المشاريع خارج سورية (فندق سوتشي في الاتحاد الروسي – مفروشات صالة السودان)، كما قام المعمل بالتعاقد على تنفيذ العديد من مشاريع الإكساءات الخشبية المتنوعة (الديكور) ومثالها: (كلية الآداب في جامعة البعث – وكلية الأنشطة الطلابية) ومشروع مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية وقاعات الاستقبال في مركز الحدود بدرعا – ومحافظة السويداء ومحافظة الحسكة وصالة الاستقبال الرئيسية في مطار دمشق الدولي – ومكتبة الأسد الوطنية ودار الأسد للثقافة والفنون.
ومن المعامل التابعة للفرع معمل المنجور الخشبي الذي يمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، أيضاً ويضم العديد من الآلات وخطوط الإنتاج النمطي للمنجور الخشبي بشكل متكامل، وهو قادر على إنتاج كميات كبيرة من الأبواب الخشبية وكل أعمال الديكورات الخشبية أيضاً، ويعمل فيه العديد من العمال المهرة في هذا الاختصاص، منوهاً بأن تنفيذ العديد من المشاريع في المؤسسة لمصلحة الفروع الإنشائية في المؤسسة ولمشاريع الفرع، وكذلك مشاريع منجور خشبي للقطاعين العام والخاص.
كما يوجد معمل الألمنيوم الذي يقوم بتصنيع منجور الألمنيوم بأنواعه كافة والمطابخ الحديثة، وتقوم هذه المعامل بتلبية جزء من أعمال المشاريع العمرانية التي تتعاقد عليها فروع المؤسسة والقطاع الخاص.
في مجال التطوير والتحديث أكد برنية أن إدارة المؤسسة الحالية دأبت من خلال الخطط والبرامج الجديدة التي وضعتها لتطوير العمل ومنها العمل في فرع التراث والموبيليا على إعادة دراسة الوضع الفني والتقني للمعامل ودراسة تطويرها بإضافة آلات جديدة مع تطوير أسلوب العمل الإداري والمالي الناظم لعملية الإنتاج، التي شكلت نقطة انعطاف نحو النهوض بالعمل في الفرع لمستوى أفضل مهنياً وإنتاجياً، وكان لإقرار الإدارة العمل بنظام الحوافز الإنتاجية الجديد الأثر الإيجابي والكبير في تحفيز العمال والمهندسين لتحسين أوضاعهم وزيادة الإنتاج، وكذلك قرار الإدارة العامة توزيع نسبة من الأرباح على العاملين وفق الأنظمة والقوانين النافذة، والذي يعتبر مكسباً كبيراً وتقديراً لجهود من يعمل بجد ونشاط.
وأضاف: كما نقوم حالياً بعملية الدراسة والبحث عن إمكانية التشاركية مع القطاع الخاص، وذلك لمواكبة متطلبات العمل والمرحلة الجديدة لإعادة الإعمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى