شؤون محلية

صادرات الحرف كانت توازي النفط قبل الحرب

مدير المصرف الصناعي: الحرفيون حصلوا على قروض بـ1.4 مليار ليرة في 14 شهراً

| نادين عودة

الحرب الممنهجة على سورية ضربت البنية التحتية للعديد من القطاعات الاقتصادية، وكان القطاع الصناعي من أهمها بتكويناته كافة بما فيها المكون الحرفي، العم أبو سعيد أحد معلمي حرفة البروكار طال التخريب الإرهابي منشأته التي كانت في القابون في محاولة لطمس عبق التاريخ المتجسد في ثنايا الأقمشة التي كان ينتجها.

أبو سعيد الرجل الخماسيني رأى أن التراث يأبى إلا أن يحمي نفسه، فعلى الرغم من تخريب الإرهابيين لمعمله إلا أنهم غفلوا عن ماكينات النول فيه، مؤكداً في حديثه لـ«الاقتصادية» تصميمه وإصراره على العودة إلى إحياء هذه المهنة، ورغبته في العمل مؤكداً حاجتهم إلى دعم حقيقي يقدم من الحكومة للبدء بالإنتاج والمساعدة بالعودة إلى الأسواق الخارجية التي باتت متعطشة إلى منتجات الحرير السوري بما يحقق مردوداً…. من القطع الأجنبي للخزينة العامة.

وأشار أبو سعيد إلى وجود مشكلات لدى الحرفيين في هذه المجال أهمها توقف معمل دريكيش لإنتاج الحرير الطبيعي الذي توقف بسبب الظروف التي مرت بالبلاد، منوهاً بأن أهل الدريكيش وديرماما والقرى المجاورة كانوا يقومون بتربية دودة القز ويطعمونها ورق التوت ويبيعونها للمعمل حيث يتم حلجها لتصبح حريراً، مضيفاً: وكنا نشتري الكيلو من الدولة قبل الحرب بـ2500 ل.س على حين الآن نشتريه بـ140$ أي ما يعادل نحو 80 ألف ليرة، منوهاً بالفرق الكبير بين السعرين، نطالب الدولة بفتح المعمل وتنشيط الفلاحين والحرفيين في حلب، وأيضاً تنشيط صناعة الهيبرية في حلب (شال) حرير طبيعي، واستيرادنا من الصين بـ140$ يزيد من تكلفته.

النحاسيات

وهي من الصناعات القديمة واشتهرت بها المدن السورية بصناعتها منذ القرن الأول بعد الميلاد منها ما هو مطعّم بالفضة، أجود أنواع الأوعية النحاسية المحفورة تصنع في دمشق من الحرفيين الدمشقيين اليهود الذين يقومون بصناعته وهناك نوعان، منها ما هو زينغوغراف ويدوي والثاني مطلوب ومرغوب حتى الآن ولكن لا تصدير حسب ما ذكره العم ميلاد.
أما في حلب فعادت محال تجارة الشرقيات تدريجياً من خلال مزاولة المهنة بتبييض الأواني النحاسية التي حافظت هذه المهنة طوال قرون على أسلوبها وأدواتها وهي تعود بربح جيد لأصحابها.

النحاس بالمينا

بدأ بصناعته حرفي اسمه الصراف وهو دمشقي الأصل منذ 17 عاماً الذي أكد أنها من المصنوعات المطلوبة والمرغوبة عالمياً، منوهاً بأنه ومنذ سنوات أعادوا إحياء هذه الصناعة من جديد، مضيفاً: إلا أن ظروف الحرب كانت لها آثارها فيها؟

حاضنات تدريب

بدوره أكد رئيس الاتحاد العام للحرفيين ناجي الحضوة أن الاتحاد العام أخذ على عاتقه بنسبة للحرف التقليدية وتبنى تطويرها من خلال تأهيل كوادر للحفاظ على هذه الحرف التقليدية من الاندثار، منوهاً بأن الرؤية البصرية لهذا المنتج أو الحرفة التقليدية تمثل الحضارة التي مرت بنا.

وأشار الحضوة إلى العمل على تأمين كوادر فنية عبر إنشاء حاضنات أعمال لتدريب كوادر جديدة للعمل على إنتاج هذه الحرف التقليدية ومنها (بيت الشرق والتراث، وحاضنة دمر، وسوق الأشغال اليدوية الجديد الذي سيتم افتتاحه في محافظة طرطوس) معتبراً أن الحدث الأكبر هي حاضنة دمر الحرفية وهي عبارة عن مجمع تأهيل وتدريب تنموي تؤهل الحرفيين لإنتاج المواد الحرفية بأشكالها كافة وفي الوقت نفسه عبارة عن سوق لتسويق المنتجات داخل الحاضنة وهناك سوق داخلية وخارجية وصالة عرض وسوق مزادات، وهناك صالات عرض خارجية عن طريق الاشتراك أو مزادات خارجية وأصبح المنجز منها لهذه الحاضنة بنسبة 80% وهي بطور التدشين.
ولفت إلى الصعوبات التي تعترض عمل هذه الحرف من عدم توافر المواد الأولية إضافة إلى أن الحرب كان لها الأثر الكبير في هذا المجال ومن ضمنها ارتفاع أسعارها كالفضة والصدف وبعض أنواع الأخشاب وهي أساسية إلى جانب العقوبات الاقتصادية ومنع الاستيراد.

وأشار إلى الحاجة إلى شركات خاصة وإلى مستثمرين لهم علاقات مع دول صديقة أو شقيقة أو اقتصادية أخرى يتبنون شراء هذه المنتجات وبيعها في دول أخرى بما يعود على الوطن بالقطع الأجنبي ويساهم بإعادة تشغيل ورش العمل فيها.
وبيّن الحضوة وجود ما يقرب من 6 جمعيات حرفية تعنى بالشرقيات والحرف التقليدية والثقل الأكبر في دمشق وريف دمشق وحلب.
وقال: نحن نقوم بتأمين معارض داخلية وخارجية على مدار العامل ولكن على نفقة الحرفيين الخاصة، وتقدم هيئة تنمية الترويج والصادرات دعماً إما عن طريق النقل المجاني للخارج وإما بتقديم مكافآت مادية لمن يصدر، مضيفاً: الدعم الحكومي موجود ولكن الحاجة إلى من يدفع ثمن المنتج من مستثمرينا وتجار ومسوقين على نفقتهم لتصديرها وشحنها إلى الخارج.
وكشف الحضوة عن مناطق حرفية جديدة على المخطط التنفيذي سيتم توزيعها على الحرفيين وفق أسس تقسيطية بمبالغ ميسرة.

إقبال متوسط

وصف مدير البيت التجاري للعرض وبيع المنتجات الحرفية خالد الخياط حجم الصادرات بأنها توازي النفط قبل الأزمة وأن هذه الحرف التراثية أول الحرف التي تتوقف في الأزمات وآخر الحرف التي تنتعش بعد الأزمات.
وعن الإقبال لبيع هذه المنتجات الحرفية وصفها بالمتوسطة والأسباب تعود إلى ارتفاع السعر للقطع التراثية والقدرة الشرائية المتدنية للمواطن ما سبب كسادها وكانت تصل قيمة المبيعات قبل الأزمة إلى 14 مليون ليرة وخلال الأزمة وصل إلى 5 ملايين ليرة والآن هناك حركة ولكنها خجولة للمغتربين والأجانب.
وطالب وزارة الاقتصاد الإعفاء الرسوم الجمركية عن المواد التي هي أساسية في الصناعة السورية للشرقيات مثل (الصدف- الخشب بأنواعه- النحاس- الفضة- خيط الحرير) بذلك تنخفض تكلفة المنتج ما يحقق مبيعات أعلى وإنعاشاً للمواطن السوري ورفع العبء عن الحكومة لتأمين فرص العيش.

تسهيلات

وعن موضوع القروض الخاصة بالحرفيين كشف مدير عام المصرف الصناعي عمر سيدي عن منح المصرف قروضاً للحرفيين بقيمة 15 مليوناً مشيراً إلى أن المصرف استأنف منح القروض منتصف عام 2018، منوهاً بوضع التعليمات ومنها منح القروض للحرفيين وللتسهيلات المقدمة من المصرف لتأسيس حرفة أو التوسع أو تجهيزها، واصفاً هذه القروض بالمتوسطة.
وأوضح مدير المصرف الصناعي أن القروض المتوسطة من 3 سنوات إلى خمس سنوات والقروض طويلة الأجل من 3 سنوات إلى 10 سنوات.
وأضاف: كل الحالات التي خصصناها للحرفيين بفائدة مميزة وخاصة الإنتاجية بمعدل فائدة 10 بالمئة بغض النظر إذا كان القرض متوسطاً أو أقل والشرقيات تعتبر من الحرف الإنتاجية.
وتابع: نحن كمصرف صناعي ندرس إمكانيات الحرفي وملاءته وبناء على ذلك نقدر حاجته للمبلغ المطلوب، ونؤكد أن للحرفيين كل الرعاية والاهتمام والمصرف هو شريك ومستشار للحرفي.
وأعلن عن منح المصرف بين بداية إطلاق القروض بتاريخ 1/8/2018 لغاية 30/9/2019، الحرفيين ملياراً وأربعمئة مليون ليرة سورية مقسمة على الحرف الخدمية والإنتاجية، بالنسبة للحرف الإنتاجية أعطيت قروضاً من ضمنها الشرقيات وغيرها بقيمة مليار و250 مليون ليرة سورية على مستوى أنواع الحرف الإنتاجية في المحافظات السورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى